نفى عصام السيد مدير الإدارة العامة للمسرح وجود نية لإلغاء مهرجان لمخرجة المسرحية، وأن ما أثير حول صدور قرار بالإلغاء هو مجرد إشاعة، مشيرا إلى أن ماحدث مجرد مشاورات بشأن تحديثه وتعديله، ليصبح مهرجان المبدعة المصرية والعربية بدلا من مهرجان المخرجة المسرحية.
وأكد عصام السيد أن المقصود هنا توسيع الدائرة بدلا من اقتصارها على المخرجة لتشمل الإبداع فى كافة المجالات المسرحية، مؤكدا أن هناك العديد من القضايا المهمة التى يتناولها المهرجان لذلك لا يمكن إلغاؤه، لكننا نحاول إيجاد صيغة مختلفة لهذه القضايا تخص الثقافة الجماهيرية.
رصد اليوم السابع الإشاعة وردود أفعال المخرجين والمبدعين المسرحيين تجاهها، واختلفت الرؤى والتبريرات لكنها جميعا عكست مدى حالة السخط والغضب بينهم.
الخبر تردد فى الأوساط الثقافية وسط ذهول الكثير من المخرجات اللاتى كن يعتبرن أنه المنفذ الرئيسى وربما يكون الوحيد لعرض مسرحياتهن، وإلقاء الضوء عليها سواء بالمشاهدة أو بالنقد أو الاحتفاء، وكان هذا المهرجان من أبرز الأنشطة التى قام بها الدكتور أحمد نواره الرئيس السابق للهيئة العامة لقصور الثقافة، هو ومجلة المسرح المتخصصة التى تحمل عنوان "مسرحنا".
منذ تسرب الخبر وانتابت المخرجات حالة من الغضب، ومن أبرزهم الناقد عبد الناصر حنفى الذى دعا إلى إقامة المهرجان وبالفعل أقيمت فعالياته مرتين، وحينها أثار جدلا كبيرا فنادت بعض الأصوات بإلغائه على اعتبار أنه لا يقدم الجديد للمخرجة المسرحية، وهناك من نادى بتفعيله مساندة لإبداعات المرأة.
صرح الناقد عبد الناصر حنفى لليوم السابع صاحب فكرة إنشاء مهرجان المخرجة المسرحية "إن القرار تصفية حسابات مع الدكتور أحمد نوار الرئيس السابق للهيئة الذى يحاول مجاهد محو كل إنجازاته، وقرار الإلغاء غير مدروس وسيقضى على اكتشاف المبدعين المغمورين فى الأقاليم الذين فتح لهم المهرجان نافذة لظهور إبداعهم، وتحدث "حنفى" عن أهمية هذا المهرجان للعديد من النقاد والغريب أن يشرع مسئولو الهيئة فى إلغائه بعد أن كان من المفترض تحويله إلى مؤسسة، دون الاقتصار على فكرة المسابقة والعروض، وقد حصلت بالفعل على موافقة سابقة لإقامة مجموعة من الورش الإبداعية على مستوى الأقاليم المصرية المختلفة لتنمية مهارات المخرجة المسرحية اللاتى وفر لهن المهرجان الدعم الأدبى.
فكرة المهرجانات عقيمة ولا تبنى ثقافة ولا تتبنى حركة، وأنا ضدها هذا ما قالته الكاتبة المسرحية رشا عبد المنعم عندما سألتها عن رأيها فى فكرة إلغاء المهرجان، واصفة أى مهرجان بالفاترينة التى يعرض فيها الصناع منتجاتهم، رافضة التعامل مع المسرح بهذا الشكل، والأولى من إقامة مهرجان هو البحث عن صيغة أكثر واقعية للتواصل بين الجمهور، مثل البحث عن فرص لعرض المسرحيات بشكل مستمر بدلا من عرضها ليوم واحد فى المهرجان، الذى كانت تأتى إليه عشرات المخرجات من الأقاليم وينفقن الأموال الطائلة دون جدوى أو فائدة، كما توجد مشكلة أخرى بالمسارح غير المؤهلة أو المؤمنة لإقامة مهرجان، وعن مهرجان المخرجة المسرحية تقول رشا إنه لم يقدم شيئا لأى مخرجة مسرحية، فالمخرجة الكبيرة لديها أعمالها التى لا تحتاج لمهرجان، أما المخرجة الصغيرة فالمهرجان بالنسبة لها مجرد موسم لليلة واحدة.
إلغاء المهرجان يدمر دعم المرأة المبدعة حيث ندعو فى هذه المرحلة لمكانة أكبر لها عن طريق دعمها وتنمية دورها وعرض أعمالها، هكذا رأت الأمر الكاتبة المسرحية أميرة الوكيل، التى قالت إن فكرة المهرجان سابقة لعصرها، حيث لا يوجد للمخرجة المسرحية مهرجان خاص على المستوى العربى والعالمى، كما أنه ألقى الضوء على العديد من المخرجات، وإلغاء المهرجان يقتل فكرة دعم المرأة بالهيئات الثقافية فى الوقت الذى يجب أن تتميز فيه المرأة إيجابيا، "أميرة" طالبت من الدكتور أحمد مجاهد أن يقوم بتنمية المهرجان وتوجيهه بدلا من إلغاءه إن كان به خلل، مؤكدة أن مجاهد لديه سياسة تعمل على بتر كل النشطات القديمة وتبنى أنشطة جديدة تحمل اسمه بدلا عنها.
المخرجة المسرحية ريم حجاب اعترضت على فكرة مهرجان المخرجة المسرحية من البداية، قائلة أنها فكرة غير مفهومة، ولم تقدم للمخرجات شيئا، حيث إن المخرجات هن من قدمن للمهرجان، مضيفة أنه لا يجب التعامل مع المرأة بشكل مختلف وتميزها ووضعها مع الأطفال والمعاقين، عن طريق تخصيص مهرجانات لها دون الرجال، فالساحة تفتح أمام الجميع وفى النهاية العمل الجيد يتقدم، ريم تؤكد أنها مع أى فرصة حقيقية لعرض عمل مسرحى لكن ليس ليوم واحد فقط، فيجب البحث بعيدا عن فكرة المهرجان عن فرصة لعرض الأعمال المسرحية بصفة دائمة.
وردا على الاتهامات التى تم توجيهها إليه قال الدكتور أحمد مجاهد رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، إنه ضد إقامة مهرجان أو مؤتمر بشكل ثابت لأنه بعد أكثر من دورة يصبح بلا فائدة ولا يخدم الغرض الذى أقيم من أجله، وهنا يلزم البحث عن أهداف أخرى، مجاهد أكد أنه لا علاقة له بقرار إلغاء مهرجان المخرجة المسرحية، لأن صاحب القرار فى هذا الأمر هو مدير إدارة المسارح بالهيئة، كما نفى أن يكون الأمر تصفية حسابات مع الدكتور نوار كما قال عبد الناصر حنفى قائلا إن هذا كلام أصحاب المصالح.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة