أعلن نائب عميد كلية الطب الدكتور على محمد الميرى أمس، الثلاثاء, نتائج أحدث دراسة علمية لتقصى وتتبع تاريخ البشرية من خلال الحامض النووى وشريط الجينات الوراثية، التى أكدت أن اليمن منبع وموطن البشرية الأول. وذلك فى المركز اليمنى للدراسات التاريخية واستراتيجيات المستقبل "منارات"، بحسب وكالة "سبأ".
واستعرض الميرى فى محاضرته "اليمن موطن الإنسان الأول" أحدث اكتشاف علمى للحامض النووى " دى إن إيه"، المراحل والخطوات التى قطعتها الدراسات فى جميع أنحاء العالم فى هذا المجال، والدواعى والأهداف التى انطلقت منها الدراسة اليمنية، والآليات والمعطيات التى اعتمدتها والنتائج التى خلصت إليها.
وأوضح نائب عميد كلية الطب أن هذا البحث الذى سيطرح قريبا سيمثل خلاصة مسيرة بحثية طويلة حول فكرة الإنسان الأول وتقصى أصوله الوراثية، مشيرا إلى معطيات الفترة الماضية الممتدة إلى خمسة عشر عاماً من الجهد الفكرى العلمى فى هذا المجال, مضيفا أنه بعد اكتشاف الخارطة الجينية للإنسان فى مطلع الألفية الثالثة، ظهرت تطبيقات كثيرة لهذا الاكتشاف العظيم، منها الشريط الجينى "دى إن إيه" الذى له القدرة على حفظ تاريخ البشرية، إضافة إلى الحقائق العلمية عن الصفات الوراثية، وانطلاقا من ذلك بدأت عدة محاولات بحثية فى الغرب وفى الولايات المتحدة الأمريكية لمعرفة الأصول الوراثية عند الهنود الحمر، أشارت نتائجها إلى أن أصول البشرية تعود جذورها إلى منغوليا. فاتجهت الأنظار والبحوث إلى هناك، غير أنها عادت فأشارت تلك البحوث إلى مكان أعمق فى مركز الأرض، وهو الجزيرة العربية، وتحديدا اليمن.
وأوضح الميرى أنه كان هناك اعتقاد بأن أصول البشرية تعود جذورها إلى أفريقيا ، لكنه ثبت لاحقا أن الطريق الذى عبرت منه الهجرات البشرية من اليمن إلى أفريقيا كان عن طريق باب المندب، لذلك اتجهت الأنظار إلى اليمن لإجراء الأبحاث العلمية لتأكيد هذا الاعتقاد.
وأضاف الدكتور اليمنى أنه على مدى السنوات الماضية،ابتداء من عام 2002، بدأت عدة بعثات علمية متخصصة من عدة دول أوروبية تفد إلى اليمن لأخذ عينات مختبرية من "الدم واللعاب" من اليمنيين المقيمين داخل اليمن ومن المغتربين فى مهاجرهم.
وأكد أنه انطلاقا من كل هذا، "استشعر مسئوليته الوطنية والعلمية فقام بمشاركة علماء متخصصين من جامعتى فلوريدا الأمريكية وكامبردج البريطانية بإجراء بحث فى هذا المجال، متوخيين الدقة والمنهج العلمى المجرد من أى عواطف، وتمكنوا من جمع 550 عينة جينية من مناطق يمنية مختلفة، ومن خلال التحليل المختبرى تم التوصل إلى نتائج علمية متطورة جدا فى مضمار تقصى وتتبع تاريخ البشرية من خلال الحامض النووى وشريط الجينات الوراثية وهى النتائج التى تؤكد بالدلائل والمعطيات أن اليمن منبع وموطن البشرية الأول".
