القارئ عبد الكريم عبد الله يكتب: أوباما على بوابة إيران

الإثنين، 29 ديسمبر 2008 01:31 م
القارئ عبد الكريم عبد الله يكتب: أوباما على بوابة إيران

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تناقلت الأنباء العالمية أن كبار الدبلوماسيين الأمريكان السابقين والخبراء الإقليميين حذروا الرئيس الأمريكى أوباما من اتباع أية استراتيجية مبنية على التهديد والاستفزاز تجاه إيران، إذ أن ذلك غالباً ما يأتى بنتائج عكسية وفى المقابل حثوا الإدارة الأمريكية الجديدة على فتح الباب أمام التفاوض المباشر غير المشروط والشامل وعلى مستوى دبلوماسى رفيع مع طهران. ولننقل الأنباء كما وردت نصا إكمالا للفائدة فقد حذر عشرون من كبار الدبلوماسيين الأمريكيين السابقين والخبراء الإقليميين، الرئيس المنتخب باراك أوباما، من أن اتباع استراتيجية مبنية على التهديد والاستفزاز تجاه إيران، غالباً ما سوف يأتى بنتائج عكسية.

وفى المقابل، حثوا الإدارة الأمريكية الجديدة على فتح الباب أمام التفاوض المباشر، غير المشروط، والشامل، وعلى مستوى دبلوماسى رفيع مع طهران.

قد يبدو هذا ضربا من التناقض، وسط الطنين الإعلامى المشحون، لكن الالتزام (بالتفاوض) غالبا ما سوف يعزز الأمن القومى الأمريكى فى المرحلة الراهنة، أكثر منه من التصعيد فى اتجاه الحرب أو الاستمرار فى تهديد إيران وتخويفها وقهرها، وفقا لهذا الفريق من الدبلوماسيين والخبراء، الذى يترأسه توماس بيكرينج، السفير السابق لدى الأمم المتحدة، وجيمس روبينز الدبلوماسى المخضرم رفيع المستوى الذى عمل مع الرئيسين بيل كلينتون وجورج بوش.

وهاجم الفريق بحدة، ما أسماه "الخرافات" التى عممها المحافظون الجدد وغيرهم من "الصقور" الذين شددوا على ممارسة المزيد من الضغوط على إيران، للاستسلام للطلبات الغربية بوقف برنامجها النووى.
وأعرب الدبلوماسيون والخبراء عن موقفهم هذا فى تقرير فى منتصف نوفمبر بعنوان "بيان مشترك للخبراء بشأن إيران"، استغرق إعداده بضعة أشهر من المناقشات.

هذا ولقد جاء البيان وسط تكنهات متزايدة بأن إدارة الرئيس جورج بوش تسعى لفتح مكتب لرعاية المصالح الأمريكية فى طهران قبل نهاية ولايتها، وذلك للمساعدة على إقامة أرضية للتفاوض بالدبلوماسى المباشر مع إيران، حسبما وعد الرئيس المنتخب خلال حملته الانتخابية.

كما جاء البيان أيضا وسط تنافس الاتجاهات المختلفة فى الإدارة الجديدة، على الحصول على مناصب أساسية فى سياسات الشرق الأوسط. وتردد أن السفير دينيس روس، أحد مستشارى أوباما المعروف بتشدده، والذى قاد مفاوضات السلام بين إسرائيل والفلسطينيين فى عهد كلينتون، قد كثف جهوده بمساندة جماعات الضغط الإسرائيلية، من أجل تعيينه مبعوثا خاصا لإيران والشرق الأوسط.

وذكر فريق الدبلوماسيين الذى ترأسه أيضا غارى سيك، الأستاذ بجامعة كولومبيا والذى تولى الشئون الإيرانية فى مجالس الأمن القومى تحت إدارات جيرالد فورد وجيمى كارتر ورونالد ريجان، أن سياسة العقوبات، ناهيك عن الهجوم العسكرى، كانت وما زالت تأتى بنتائج عكسية.

"لقد جربت (الإدارات الأمريكية) على مدار أكثر من عقدين، التعامل مع إيران من خلال عزلها وتهديدها ومعاقبتاها"...

لكن هذه السياسة لم تحل أية مشكلة مهمة فى العلاقات الأمريكية الإيرانية، بل وزادتها تدهوراً. وهذه هى النقطة الأولى التى أود مناقشتها فقد جربت الولايات المتحدة الأمريكية خطين متوازيين أحدهما سياسة الاسترضاء والاحتواء وهو الخط الغالب، لكنه بقى الخط الفاشل ولم تخرج منه أمريكا منذ ثلاثة عقود بشئ، والخط الآخر خط التهديد والتصعيد والعقوبات، وهو صحيح أذى إيران هو الآخر إلا أنه لم يوصلها إلى حد النهاية، بل أكسبها أصدقاء فى المحيط الدولى لهم تاثيرهم وقوتهم وفاعليتهم، ومنهم روسيا والصين ودول حوض بحر قزوين وغيرها فى أمريكا اللاتينية، هذا الخيار على أمريكا أن تنبذه لأنها جربته طويلا أم علينا أن نعيد قول تشرشل إن الأمريكان يجربون كل الخطوط الخطأ حتى يصلوا إلى خط الصواب وكم من الثمن يدفع أمريكيا وإيرانيا لقاء ذلك لذا فإن نصيحة أوباما إذا أخذت طابع الاستخذاء والاسترضاء أمام إيران ستكرر نفس النتيجة أو نفس الفشل بقى هناك الخط الآخر هو خط الإرهاب واستعمال القوة، فالعالم كله يرفضه بل حتى المعارضة الإيرانية ترفضه وتقترح بديلاً شعبياً للتغيير هو ما تطلق عليه السيدة مريم رجوى الخيار الثالث أى التغيير من الداخل لا عنف ولا تدمير وهو ما يحضى برضى كل الشخصيات السياسية والبرلمانية الأوربية علناً، فأى اتجاه نستخير عزيزنا القارئ ونختار سواء أكنت إيرانياً أم عراقياً أم من أى بلد آخر، فالحدث فى إيران يعنى امتداد تأثيره إلى كل بقاع الأرض وعلى أوباما أن يطيل التفكير كثيرا قبل أن يسمع حتى أصحاب الخبرة، فإن الكثير من الإيرانيين أصحاب خبرة فى التعامل مع حكامهم وليته يسمع لهم.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة