"تصفيق، رقص، زغاريد ، أغانى ، طبل ، هيصة وزمبليطة" كل هذه سمات أفراحنا، ولاشك أن الفرح عادة تقليدية جميلة ينتظرها الجميع، ومهما اختلفت سمات الأفراح سواء فى أماكنها أو الطبقات الاجتماعية لأصحابها، فإنه يوجد بها مشاهد متكررة نراها فى كل الأفراح، وهى زغاريد السيدات، ورقص الشباب، وسباق الفتيات على الغناء والرقص، وهى من أهم الأشياء التى يعبرون من خلالها عن سعادتهم ومشاركتهم الفرحة.
وفى أفراحنا التقليدية تتسابق الأمهات لهز وسط طفلاتهن ولفت أنظار المعازيم لهن، وكم تحظى الطفلات بإعجاب الجميع خاصة إذا كانت الطفلة موهوبة ولها قدرات استعراضية هائلة، حيث كثيراً نسمع من الأمهات جملة "قومى ارقصى يا حبيبتى"، ولكن أيضاً نشاهد نفس المشهد مع مرور السنوات، وهو نفى الأم عندما تصبح الطفلة الصغيرة شابة جميلة وهى تنظر لها بحدة وتقول طعيب اقعدى جمبى"، بالطبع هناك من يساند هذه الأم فى وجهة نظرها برفض رقص فتاتها وهناك من لا يجد لتصرفها مبررا "والاختلاف فى الرأى لا يفسد للود قضية"، وآخرون ضد رقص الفتيات واستعراض أجسامهن على الملأ و"اللى ما يشترى يتفرج"، وهناك من يعتبر الرقص فناً وأن "لا عيب إلا العيب" وأن الرقص فى الأفراح جزء من مشاركتنا الفرحة، ورفضنا لهذا الفن نوع من التخلف!!
وسواء اختلفنا أو اتفقنا لكن "الرقص" موجود فى مجتمعنا سواء بمعناه العادى أو بمفهومه الكبير، على رأى المطربة الشعبية أمينة "كله بيرقص على كله"، وكما قالت الفنانة الرائعة نبيلة عبيد للفنان صلاح قابيل فى أحد المشاهد بفيلمها "الراقصة والسياسى" " كلنا بنرقص ونهز.. انت كسياسى بترقص لسانك وأنا برقص واهز وسطى بس الفرق اللى بينى وبينك إن الناس لما بتشوفك بتقلب القناة، لكن لما بتشوفنى انا بتقعد وتتفرج".
وعن علاقة الرقص بالفرح، وارتباط الفتاة المصرية بالرقص الشرقى تقول د.هبة عطا الله، أستاذ علم الاجتماع،: إن المجتمع المصرى ارتبط بالأفراح والحفلات الراقصة وارتباطه أيضاً بشكل كبير بكل الفنون سواء الموسيقى أو الغناء، ومن يقرأ التاريخ يجد أن الفراعنة من أهم الأشخاص الذين رسخوا هذا الفن فى لوحاتهم وقبورهم.
ونحن كمجتمع شرقى له العديد من العادات والتقاليد، فيكون أحياناً أكثر شدة ورفضا لهذا الفن (الرقص) أو أى نوع من استعراض الجسم ولا أقصد باستعراض الجسم أى الكشف عن أجسامنا بالمعنى المعروف بل أقصد استخدام أجسامنا سواء بالحركات أو الإيحاءات، وذلك بأى أنواع من الرقص وعلى رأسها الرقص الشرقى الذى يتطلب من الفتاة تحريك كل أعضاء جسمها والتفنن فى إظهار حركات غريبة للفت النظر، ولكن للأسف "الطبع يغلب التطبع" فأنا أرفض أن نجعل أطفالنا يرقصون وتتسابق الأمهات لتجعل طفلاتهن فى مقدمة الراقصات الصغيرات، وبعد مرور السنوات عندما تكون الطفلة الصغيرة مراهقة كبيرة تظهر كلمة "عيب" والتى تكون وقتها غير مقنعة للفتاة.
رقص الأطفال عادة أسرية فى الأفراح المصرية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة