الأحزاب غير المعروفة أو كما يطلق عنها –الصغيرة-.. تبحث عن التواجد بكل الطرق، فبعضها يبحث عن الشهرة خارج البلاد بتبنى الأجندات العربية بعد فشلها فى التواجد داخل العمل الجماهيرى، والأخرى – ما بيدها حيلة كما يقال- تجدها حاضرة فى أى شئ لمجرد التواجد فقط.
حزب مصر العربى الاشتراكى مثال عن الأحزاب التى تبحث عن الشهرة والمكسب من خلال تبنى الأجندة العربية، بقيام وحيد الأقصرى رئيس الحزب مؤخرا بتأبين صدام حسين الرئيس السابق للعراق وقفة عيد الأضحى فى أحد الفنادق المطلة على النيل، وهو ما يدعو للتساؤل حول الأهداف الحقيقية لتنفيذ أجندة لا تمت بصلة لاهتمامات المواطن المصرى، حيث ينفق الحزب سنويا أموالاَ تصل إلى عشرات الآلاف فى اجتماعات وهمية، كما يقول عادل القلا أحد المتنازعين على رئاسة حزب مصر العربى الاشتراكى. والذى جاءت شكواه ضد وحيد الأقصرى بعد حفل التأبين، يتهمه فيها بعقد صفقة مع عناصر عراقية مشبوهة، اليوم السابع قام بالاتصال بالقلا لفهم الأبعاد الحقيقية لأجندة "مصر العربى الاشتراكى"، القلا أكد أن الأقصرى يهتم بالأجندة العربية دون غيرها، وذلك لاهتمامه بـ (الشهرة الإعلامية) والانتفاع المادى، لذا كان التأبين الثانى لصدام غير المبرر.
القلا استنكر اهتمام الأقصرى الأجندة الخارجية بدون مبرر، وأبرزها زيارات السفراء لمقر الحزب، كالسفير الكورى الذى تعددت زيارته منذ عام 2005 حتى الآن، بدافع رغبتها فى التنسيق مع الحزب، لتصل إلى أكثر من 20 زيارة خلال 3 سنوات، بخلاف العلاقات مع دولة ليبيا لرغبته فى أن يكون له نشاط خارج مصر، مرددا "هذا النشاط غير مكلف، بالإضافة إلى أنها بلا فائدة للمواطنين، ولكن العائد الوحيد سيكون لصالح الأقصرى سواء المادى أو العينى"، وأوضح القلا أن الأقصرى لم يهتم فقط بالقضايا العربية لمناقشتها، بل تعدى الأمر عندما رفع قضايا ضد ملوك وأمراء العرب الحاليين الذين شاركوا فى مؤتمر 86، والذى دعى إلى مقاطعة إسرائيل، جاء تكلفة كل إعلان لـ 22 سفارة، 300 جنيه من أموال الحزب، غير الاحتفالات العربية التى تكلف ما يقرب من 10 آلاف كل عام، من دخل الحزب" ليوضح مدى درايته بأفعال الأقصرى.
لم تكن اتهامات القلا ضد الأقصرى مؤكدة، ولكن جاءت ردود وحيد الأقصرى، برفضه التعليق على اتهامات القلا لتشير إلى الغموض، خاصة بعد قولة ثائراَ "أنا مفوض مدحت إمام المتحدث الإعلامى للحزب للتحدث بالنيابة عنى"، وهو الرجل الذى نفى تورط الحزب ورئيسه فى أى أعمال مشبوهة، مرجعا اهتمام الأقصرى بالقضايا العربية إلى إن إصلاح شئون الدول العربية، سيؤثر بالإيجاب على مصر، بالإضافة إلى أن تأبين صدام جاء بهدف تأبين كرامة المواطن العربى، وليس صدام لشخصه فقط . أكد مدحت قائلا "إن كل ما يتردد بشأن تلقى حزب مصر الاشتراكى أى أموال من الخارج مغلوط، لأن الجهات السيادية بمصر لن تسمح بذلك."
لم يكن هذا هو النهج الذى يسير عليه حزب مصر العربى الاشتراكى فقط، بل اتخذه حزب الأمة باستضافة الشخصيات العربية البارزة كقذاف الدم فى احتفالاته الأخيرة بشهداء أكتوبر، وبمشاركة مصر العربى الاشتراكى أيضا وفى حضور عدد من الشخصيات الحزبية التى تجدها متلاصقة جنبا إلى جنب فى تلك المؤتمرات دون أى جدوى، كأحمد الفضالى رئيس حزب السلام الديمقراطى وحسن ترك رئيس حزب الاتحاد الديمقراطى وحسام مصطفى رئيس حزب الجمهورى الحر، تلك الأحزاب التى تفضل أن تكون مشاركة فى مؤتمرات أحزاب أخرى لأجندة عربية..
لمعلوماتك..
◄ 3000 جنيه هو ثمن القاعة المؤجرة لعقد المؤتمرات بالفنادق كحد أدنى.
تبنى الأجندات الخارجية..آخر صيحات الأحزاب الصغيرة
الأربعاء، 17 ديسمبر 2008 05:33 م