القارئ وليد الوصيف يكتب: حذاء.. فى متحف الكرامة العربية

الثلاثاء، 16 ديسمبر 2008 11:59 ص
القارئ وليد الوصيف يكتب: حذاء.. فى متحف الكرامة العربية الزيدى رسم أفضل لوحة فى العالم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
العراقى منتظر الزيدى عمره 29 عاماً مراسل قناة البغدادية العراقية، رسم أفضل لوحة فى العالم وكتب أفضل مقال سياسى وأفضل قصيدة عن الحرية بعنوان )قبلة الوداع يا كلب)، ولكنه لم يرسم ويكتب بالقلم كالمعتاد، رسم وكتب بالعفوية والحرية والجرأة بالحذاء العراقى العربى، لكى تكون مخلدة أكثر من لوح وقصائد الريشة والأقلام.

منتظر الزيدى أطلق فى لحظة واحدة الفرحة فى قلوب العرب ببراعة فائقة، ورغم براعة بوش فى تلاشى الحذاء الأول والآخر استطاع منتظر أن يصيب كرامة بوش وعلم أمريكا بالحذاء الذى يليق بالرئيس بوش فى لحظة الوداع، لكى يتوج تاريخه غير المشرف طوال فترة الرئاسة، ونحن جميعا ندعو الله حسن الخاتمة وأراد الله أن لا يحسن خاتمة بوش.

ولكن ما أخشاه هو ما بعد فرحة العرب أخاف أن تهدأ الأمور وتمر هذه اللحظات مرور الكرام، وكل ما نستفيد به هو أن يصبح يوم 15 من ديسمبر هو يوم الاحتفال بعيد ميلاد الحذاء وشعرات لشعب العراق والدول العربية، ومن يدفع ثمنها منتظر بالاعتقال أو الموت، ومن بعد يدفع ثمنها العرب كما حدث فى أحداث 11سبتمبر، ولذلك يجب اتحاد كل الشرفاء وكل الجهات التى تستطيع الوقوف بجوار هذا الشاب الذى أراد أن يدفع عمره مقابل لحظة انتصار أو لحظة رد للكرامة نقابة المحامين العرب انضم منهم مع منتظر ثلاثمائة محامٍ، وأيضا كل الصحفيين بجوار الزميل البطل الذى رفع رأس الصحافة العربية، ورغم ذلك أنا أرى أن هذا لا يكفى لابد من وقوف واضح وملموس من رؤساء العرب الذى لا أسمع تعليق أحد منهم حتى الآن، وهذا ما يزيد من خوفى على منتظر الزيدى.

هذا البوش الذى أساء لكل القيم وكل الأديان لابد أن يرجم بالحجارة وهو أولى واحد فى العالم بإهدار دمه. فلا يجب محاكمة منتظر على عمل بطولى يستحق عليه أفضل وسام فى العالم هو لم يلق بالحذاء على أحد من الرؤساء الذين يحترمون القوانين والشعوب، هو يلقى الحذاء على من خان العالم ودمر الشعوب وأول من دمرهم هم أبناء أمريكا، والدليل على ذلك هو كره الشعب الأمريكى لهذا الرجل ووقوف بعض المحامين من أمريكا بجوار منتظر وطلب جندى أمريكى اللجوء إلى ألمانيا.

وأيضا منتظر ليس فرداً من الشخصيات التى تطمح فى الشهرة الإعلامية، على حد قول بوش المقهور من داخله. بوش الذى يحول الحدث من دراما فاجعة ومفاجأة غير متوقعة من حذاء مقاسه 46 إلى لقطة فكاهية، بقوله الحذاء مقاس عشرة أى (عيل وغلط) وأنا لم أضع رأسى برأسه، وإن كان الأمر كذلك فلا داعى لمحاكمة هذا الصغير. ولكن بوش مدرب على الخبث والمكر وقلبه لا يعرف شفقة ورحمة وسوف يقدم منتظر للمحاكمة على هذا العمل النبيل، فى ظل أن بوش نفسه اعترف بأن قتل مليون ومائتين ألف عراقى وإعدام صدام غلطة، ومن تسبب فيها معلومات المخابرات الخاطئة، ومع ذلك لن يتقدم بوش للمحاكمة.

منتظر الزيدى فرد يطمح بالكرامة، شاب يعيش الذل والقهر منذ كان عمره عشر سنوات ويعيش الاحتلال منذ تولى هذا الرجل الرئاسة شاب يرى المجرم الذى تسبب فى موت أهله وأصدقائه ورئيس دولته وكرامة العرب أمام عينه يتغنى بالشعارات الكاذبة فكانت ردة الفعل تلقائية من شاب عنده كرامة، ومن المؤكد أنه يعلم ما يحدث له بعد هذا الحدث، ولكنه أراد أن يسجل نقطة مقابل ملايين النقاط التى تسدد فى قلب وطنه، أراد بعد مرور عامين على موت صدام أن يقول له، من تسبب فى ضرب تمثالك بالحذاء بيد شعبك اليوم يضرب بحذاء فرد من أفراد شعبك من أجلك، وتقريبا فى نفس موعد إعدامك غير القانونى.

منتظر فرد من الأفراد الذين يعيشون دون المصباح الكهربائى أكثر من عشرين ساعة فى اليوم، شاب عرف طعم الاحتلال والظلم، وتمنى الحرية ولو للحظات. فى النهاية الشاب لا يلام وإن شاء الله سوف يخرج منها بعد سنة أو سنتين ويكسب الفخر والكرامة ويذكر فى التاريخ وعليه العوض فى الجزمة يا رب تكون هى الخسارة الوحيدة، لأن على ما أظن أن بوش أخذ الجزمة لكى يضعها فى بيته أفضل من بيعها بالمليارات أو وضعها فى متحف الكرامة العربية.

وإن مات فهو بطل لا يستكثر نفسه وروحه فى رد كرامة العرب، وإن مات لن تموت الصور واللقطات البارعة، وإن مات فهو بطل يضاف إلى مليون ومائتين ألف بطل فى قلوب العرب لكى يزيدوا الأبطال بطل، ولكن حذاءه سيظل مخلداً على جبين بوش وعلم أمريكا ومخلداً فى تاريخ العرب. وسوف يظل الحذاء عبرة لكل الفاسدين. ورسالة من العرب لأمريكا وإسرائيل أن العرب وبدون أسلحة أحرار. وسوف يعيشون أحراراً ويحاربون بالحجارة. وسوف ترد كرامة العرب بالذوق أو بالجزمة. أتمنى أن تكون وقفة العرب أهم من الشعارات كما تمنيت أن يكون الحذاء حذائى.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة