الصحافة العالمية: حذاء الزيدى يكشف مدى كراهية العرب لبوش

الثلاثاء، 16 ديسمبر 2008 11:06 ص
الصحافة العالمية: حذاء الزيدى يكشف مدى كراهية العرب لبوش الصحف العالمية تبرز ضرب بوش بالجزمة
إعداد ريم عبد الحميد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
حظيت واقعة قذف الرئيس الأمريكى جورج بوش بالحذاء من قبل صحفى عراقى، وذلك خلال مؤتمر صحفى مشترك مع رئيس الوزراء العراقى نورى المالكى فى بغداد، باهتمام الصحافة الغربية. واتفقت أغلب الصحف الأمريكية والبريطانية على أن إلقاء منتظر الزيدى مراسل قناة البغدادية فردتى حذائه على بوش هو أقصى أنواع الإهانة، وذهبت بعض هذه الصحف إلى أنه تعبير عن الاحتقار والازدراء.



صحيفة الجارديان البريطانية بدأت تعليقها على هذا الحادث بالقول إنه كما تميزت بداية سياسة الرئيس الأمريكى جورج بوش فى العراق بالفوضى والغضب، فيبدو أنها انتهت كذلك بالفوضى والغضب، حيث إن زيارة بوش المفاجئة لبغداد، التى أحيطت بسرية كبيرة وكانت تستهدف تقديم الشكر لقوات بلاده والتبشير باتفاقية أمنية جديدة مع العراقيين، كانت ستمر مرورا عاديا لولا إقدام صحفى عراقى على قذف الرئيس بزوج حذاء ونعته بـ"الكلب". واعتبرت الصحيفة أن مثل هذا العمل حافل بالرمزية خاصة أن قذف الحذاء فى وجه الشخص يعتبر فى الثقافة العربية إهانة خطيرة، بل إن مجرد رفع النعل فى وجه الشخص يعد تعبيرا عن الازدراء.



قالت صحيفة التايمز البريطانية إن الصحفى الذى ألقى بوش بالحذاء أصبح بطلا فى العالم العربى، بعد أن قام الآلاف بالتظاهر للمطالبة بإطلاق سراحه. وأشارت إلى أن إلقاء الحذاء يعد نوعا من الإهانة فى العالم العربى، مثلما فعل العراقيون من قبل عندما رفعوا أحذيتهم بعد سقوط تمثال صدام حسين فى بغداد عقب الغزو الأمريكى عام 2003.
وأشارت إلى منتظر الزيدى مسلم شيعى فى أواخر العشرينيات من العمر، وتعرض للاختطاف فى نوفمبر 2007 من قبل إحدى الجماعات المتطرفة، وتم إطلاق سراحه بعد أكثر من يومين بعد أن تعرض لضرب مبرح أفقده وعيه.

نفس الأمر ذهبت إليه صحيفة واشنطن بوست التى قالت إن رفع الحذاء فى وجه شخص ما فى الشرق الأوسط يعد إهانة شديدة، وإلقاء الحذاء عليه هو أسوأ أنواع الاحتقار والازدراء. وقالت الصحيفة إن وسائل الإعلام العربية أفردت عناوينها الرئيسية لهذا الحدث، وأن بعض الصحف العربية تعاملت مع الحادثة بسخرية مثل صحيفة الرياض السعودية التى اعتبرت أن العراق سيعتبر يوم الأحد الماضى يوم الأحذية العالمية، بينما تساءل صحفيون فلسطينيون عمن ستتوفر لديه الشجاعة الكافية لضرب وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس التى وصفتها واشنطن بوست بأنها مسئول أمريكى آخر مكروه فى المنطقة. كما اهتمت الصحيفة برصد فعل الشباب العربى على هذه الواقعى فى الفيس بوك والمنتديات الإلكترونية بعد أن أصبح الزيدى الشغل الشاغل للعراقيين.

أما صحيفة نيويورك تايمز، لفتت إلى أن الضرب بالحذاء يعد نوعا من التوبيخ القوى فى الثقافة العراقية، وقالت إنه على الرغم من أن بوش لم يصب بسوء، إلا أن هذه الواقعة طغت على التغطية الإعلامية العربية، وتحول الزيدى إلى شخصية رمزية فى الجدل الدائر حول الوجود العسكرى الأمريكى.

ونقلت الصحيفة عن شقيق الزيدى قوله إن منتظر لم يخطط لهذا الأمر، لكنه استشاط غيظا عندما سمع بوش يقول إن هذه هدية وداع للشعب العراقى قاصدا الاتفاقية الأمنية بين بغداد وواشنطن.

وسلطت الصحيفة الضوء على موقف الزيدى الرافض للوجود الأمريكى فى العراق، مشيرة إلى أنه كان يختتم تقاريره فى قناة البغدادية قائلا "منتظر الزيدى من بغداد المحتلة". وقال شقيق الزيدى إن منتظر شخص هادئ ويتبنى فكر سياسى مستقل، لكن الكثيرين يقولون إنه كان بعثيا وأصبح صدريا "نسبة إلى مقتدى الصدر" بعد سقوط صدام حسين.



صحيفة الدايلى تلجراف نشرت تقريرا كاملا عن مدلول الضرب بالحذاء فى الثقافة العربية، وقالت إن الضرب بالحذاء هو أسوأ انواع الإهانات، لأن الحذاء ينظر إليه كشىء قذر لأنه يلامس الأرض طوال الوقت. وأشارت إلى أن الأحذية تستخدم طوال الوقت فى التعامل مع العلم الأمريكى وجورج بوش. وذكرت بأن الرئيس جورج بوش الأب كان قد تعرض للإهانة بعد حرب الخليج الأولى عندما تم رسم وجه على أرضية فندق الرشيد فى بغداد.

وعلى جانب آخر، قالت التليجراف أن الفيديو الذى يظهر فيه بوش وهو يتفادى حذاء الزيدى قد شوهد أكثر من نصف مليون مرة على موقف يوتيوب فقط.

أما صحيفة الإندبندنت، فقد اعتبرت هذه الحادثة تعبيرا عن عدم الاحترام للرئيس الأمريكى، ومحاولة لإظهار ما تبقى من مشاعر غضب الشعب العراقى تجاه الاحتلال الأمريكى لبلادهم. بينما اعتبرت هيئة الإذاعة البريطانية أن ما حدث تعبير عن الغضب المتزايد داخل الدوائر العربية إزاء سياسات واشنطن.

صحيفة لوس أنجلوس تايمز الأمريكية كتبت تحت عنوان "الحذاء الذى هز العالم العربى"، تقول إن ردود الفعل العربية إزاء قيام الزيدى بقذف بوش بحذائه تكشف عن مشاعر هذا الجزء من العالم حيال الرئيس الأمريكى، ومدى سعادة المجتمع العربى برحيل بوش الذى قام بغزو العراق وتبنى سياسات منحازة لإسرائيل ومعادية للعرب. وأشارت إلى أن الناس العاديين فى الشرق الأوسط كتبوا قصائد شعرية تمدح الزيدى وعمله.

بعض الصحف الأمريكية حاولت تجاهل هذه الواقعة وذكرها بين السطور فقط، مثل صحيفة يو إس أيه توداى التى ركزت أكثر على توقيع بوش والمالكى للاتفاقية الأمنية بين واشنطن وبغداد.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة