محمد عسل، بدأ حياته فور تخرجه موظفا فى شركة مطاحن ومخابز جنوب القاهرة والجيزة، يبلغ من العمر 55 عاما، شهد وهو موظف فى شركة حكومية الدقيق اللازم لصناعة رغيف العيش.. «عسل» عاصر مراحل 4 رؤساء وزراء وهم «الدكاترة» عاطف صدقى، كمال الجنزورى، عاطف عبيد وأحمد نظيف، وكانت له شهادة على هذه العهود الأربعة من خلال موقعه العملى، وتأثيره على أوضاعه المعيشية والحياتية.
1986 - 1996
يقول «عسل» كنت رئيسا لقسم المبيعات بشركة مطاحن ومخابز جنوب القاهرة والجيزة وطوال 10 سنوات فترة تولى الراحل عاطف صدقى المسئولية كنت أربط الحزام على بطنى متحملا طلبات الحكومة بضرورة عدم الغضب من فاتورة برنامج الإصلاح المكلفة، وتلقى التصريحات والوعود الوردية بالصبر، لأن هناك خيرا كبيرا قادما، ورغم كل ذلك لم يتحقق شىء، وظلت المرتبات كما هى دون زيادة، ومستوى المعيشة متدن، مما دفعنى إلى السفر للسعودية، بحثا عن فرصة عمل أفضل عام 1991 عقب الزلزال الذى ضرب القاهرة، وتردى الأوضاع.
1996 - 1998
«عسل» يقول: عشت كموظف أفضل فترات حياتى العملية فى عهد وزارة الدكتور كمال الجنزورى، وتمت ترقيتى إلى مدير إدارة، وتحسنت أحوالى المادية، وكأن «الجنزورى» قد جاء لينفض الغبار عن جسد الوطن، وأنا لاحظت حالة الرضا إلى حد بعيد على وجوه معظم موظفى مصر، ومن بينهم عشرات الآلاف من زملائى فى العمل والتى ألمسها فى تعاملى اليومى معهم.. ويبدو أن الأشياء الجميلة فى مصر عمرها قصير، فقد استيقظنا على خبر استبعاد د. كمال الجنزورى دون إبداء أية أسباب، وأعتقد أن هذا العهد قلما يتكرر مرة أخرى.
1999 - 2004
كانت بشائر حكومة الدكتور عاطف عبيد تؤكد أننا سنعيش فترة سيئة، حيث حلت الكوارث الواحدة تلو الأخرى هذا ما قاله «عسل» مضيفا أن أكثر الكوارث فجاعة حريق قطار الصعيد والذى حول العيد الكبير إلى مأتم حينها، ثم توالت الكوارث بتعويم الجنيه، وارتفاع الدولار وانهيار الجنيه أمامه ووصل سعر الدولار إلى أكثر من 7 جنيهات، وزادت نار الأسعار وتراجعت قيمة المرتبات، وأصبح مرتبى وأنا مدير إدارة لا يكفى يومين فى الشهر، ومن هنا بدأت فى التفكير الجدى فى البحث عن فرصة عمل أخرى، فى الفترة المسائية، وتنقلت بين المكاتب الخاصة وكانت تجربة قاسية، وفاشلة.
2005 - وحتى تاريخه:
«عسل» أوضح أن فترة الدكتور أحمد نظيف شهدت.. ترقيته عام 2005 إلى درجة مدير عام التسويق بالشركة، ورغم أن هذه الدرجة كان يجب معها أن تستقر حياته المادية لتعويض كل سنوات الحرمان التى عاشها من قبل، إلا أن نار الأسعار التى اندلعت فى عهد حكومة سلفه زادت اشتعالا وكان وقودها كل ما يحصل عليه من دخل، فكان لابد من البحث عن وسيلة لتحسين الدخل، فقرر العمل بعد الظهر سائق تاكسى، يجوب شوارع القاهرة بحثا عن مصدر دخل حلال، دون النظر لكونه مديرا عاما صباحا، وسائقا مساء، لأن الحياة أصبحت لا تطاق فى عهد الحكومة «النظيفية».