تقوم مكتبة الإسكندرية حاليا عن طريق مركز توثيق المعلومات، بتوثيق تاريخ المسرح المصرى، حيث لم تكن مصر الفرعونية – مهد الحضارات والثقافات – ذات مناخ ملائم لقيام مسرح أو وجود فن مسرحى، فالمصريون القدماء كرسوا حياتهم من أجل إتقان فنون أخرى غير فن المسرح، مثل فن العمارة والنحت، كما أن العرب لم ينشأ بينهم مسرح ولم يوجد لديهم فن مسرحى، واهتموا بفنون أخرى مثل نظم الشعر، والفلسفة، والنحو، ومصر أثناء بضع قرون سابقة على القرن التاسع عشر كان لديها بعض الفنون يمارسها المصريون للتسلية، لكن لا يمكن اعتبارها مسرحًا أو فنًا مسرحيًا.
وإنما البداية جاءت فى القرن التاسع عشر بمسرح الحملة الفرنسية، الذى قدم إلى مصر مع الحملة الفرنسية عام 1798 بقيادة نابليون بونابرت، فتكونت فرقة "الكوميدى فرانسيس" الكوميدية والقائد الثالث "مينو" هو أول من أقام مسرحًا كبناء هو "المسرح الجمهورى" والفنون عام 1799، ولهذا يعتبر هذا المسرح له أهمية فى الذاكرة لكونه أول مسرح فى الشرق الأوسط، إلا أنه قوبل بالرفض لأن لغته فرنسية والممثلين فرنسيون، أضف إلى ذلك المعارضة الدينية، ولذا فلم يؤثر كثيرًا فى الحياة الفنية فى مصر.
و هناك وثيقتان ثبت أنهما تتحدثان عن بدايات الفن المسرحى، وهما فى عهد سعيد باشا وذلك فى عام 1858. ويتناول التوثيق كافة المراحل والعصور التى مرت على المسرح المصرى، وصولا إلى شرح تفصيلى لأسباب أزمة المسرح الحالية فى القطاع العام والخاص.