يواصل اليوم السابع نشر مجموعة من الخطابات الزوجية، للكاتبة الاجتماعية سمر طاهر، التى تناقش فيها مشاكل اجتماعية وقضايا أسرية، وهذه هى الرسالة الثانية ..صباح الخير يا حبيبى، أنا عارفة إنك لما تصحى هكون أنا فى الشغل، الشفت بتاعى فى الإذاعة النهاردة الساعة 8 الصبح، عندى نشرة 12 والمواجيز اللى قبلها، ومع ذلك الساعة دلوقتى اتنين ونصف صباحاً ولسه مش جايلى نوم.. ورغم عملى لسنين وقبلها الكلية والمدرسة وكل دول فيهم صحيان بدرى، إلا أن داء الأرق اللعين متمكن منى تماماً من سنين، الساعة بتدق وأنا قلبى بيدق، هلحق أنام إمتى وأصحى إمتى مستحيل، لو نمت تلات ساعات هصحى تعبانة أكثر، أهو عمالة أتقلب وأبص لك.. يا بختك، بتجيب النوم دا كله منين ما شاء الله ما شاء الله والله مش بحسد.. دا مجرد حقد خفيف، يا سلام برىء أوى وإنت نايم، مع إنى حاسة إنك مكشر لى شوية، سمعت فى برنامج دكتور بيقول الست محتاجة نوم على الأقل 7 ساعات والراجل 6 ساعات، مع إنك بتنام أكثر منى بكتير إيه ما بيجيلكش أى فكر خالص خالص؟ معندكش هموم، إنت طول اليوم مهموم بالشغل ومكشر فى وشى، تقوم كده ببساطة أول ما تحط دماغك تنام؟
طبعاً ما أنت حياتك اتغيرت فى إيه؟ هى هى قبل الجواز زى بعده، بتشتغل نفس شغلك وما تقوليش بشتغل دلوقتى بهدف.. "عشانك يا حبيبتى"..، لأ شغلك هو شغلك، وأنا صحيح لسه بشتغل لكن بروح الشغل مضروبة بالجزمة، صحيح أدائى لم يقل من حيث الجودة، لكن من جوايا بغلى، طبعاً أنت مش هتحس بيا خالص، طب هكلمك بلغتك من الآخر أنا "لبست فى الحيط" يا ريس، شغل بره وشغل جوه وتكملة حاجات ناقصة فى الجهاز ده غير العزومات علشان إحنا لسه عرسان جداد، ولك ده فوق دماغى أنا، ولو قلت لك يالا ننزل علشان مثلا نكمل الأباجورات أو أى حاجة، تبص لى كأنى إنسان فضائى وتستغرب أوى من اللى بقوله، ولو حصل وقلت لك أنا عايزة بقى نجيب حد يركب النجف اللى إحنا مكومينه من ساعة ما رجعنا من شهر العسل، تبص لى بتعجب وتقولى"تصدقى أنا كنت ناسى، أنا مش حاسس خالص إن البيت ناقصه حاجة" وتضيف "ولا إنت مستعجلة أوى علشان تتمنظرى على الناس اللى بيزرونا؟!".
أنا مش عارفه ليه غاوى تجادلنى فى حاجات بديهية، وتقعد تفلسفها علشان تطلعنى حقيرة وتافهة وبتاعة مظاهر وخلاص، المهم علشان أتجنب كل ده بعمل اللى أنا عايزاه من غير ما اطلب منك حاجة. أنا عارفة إن موضوع تكملة البيت ده موضوع ثانوى ومؤقت ولن يستمر للأبد لكن تعالى بقى لشغل البيت العادى إيه ده؟؟ أنا ما كنتش عارف إن ماما بتتعب أوى كده، كانت يا عينى دايماً تقول لنا كلمة أنا مش ناسياها رغم أنها كانت تستفزنى وقتها لشعورى بأنها بتبالغ أوى، كانت دايماً تقول "إيه .. هو أنا من حديد؟ والله الحديد من يستحمل كل ده"... أذكر ماما عندما تدخل من الشغل ـ وهى مهندسة يتعملها ألف حساب ـ تدخل على المطبخ من غير ما تغير حتى هدومه، أنا بشرب أهو من الكاس، أطبخ الصبح واللا على بيات.. واطبخ إيه أساساً؟ طبعاً الحاجات اللى انت بتحبها لأن أنا بحبها بس ومش معقول أطبخ كل يوم صنفين برضه، ولأن انت الراجل وعيب أوى ما تكلش اللى انت بتحبه فى بيتك، فمش مشكلة أنا أتأقلم مع ذوقك وده قمة العطاء.. ياللا كله لوجه الله. ده بقى بالنسبة للأكل (ده غير بقى تحضير الفطار والعشا والوجبات الخفيفة وغسل الفاكهة وشراء اللحمة والبقالة وإلخ وإلخ) ومش هكلمك بقى عن باقى شغل البيت وخصوصاً الغسيل وعلى رأى محمد هنيدى فى وش إجرام "الأم بتتعب أوى فى الغسيل.. لا ومش بتغسل وخلاص.. دى بتجيب الأبيض لوحده والألوان لوحدها واستحالة تغسل الشربات مع الفانلات..) والله ضحكنى ولو أنى ماليش نفس.
سمر تناقش قضايا زوجية بصراحة وشفافية<br>
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة