يقوم اليوم السابع بنشر مجموعة من الخطابات الزوجية، للكاتبة الاجتماعية سمر طاهر، تناقش فيها مشاكل اجتماعية وقضايا أسرية، نرجو أن تحوز إعجابكم، وهذه هى الرسالة الأولى.
زوجى اختار لى اسم دلع بلدى هو "حلاوة"
زوجى اختار لى اسم دلع غريب وبلدى، وليس له علاقة باسمى، وهو "حلاوة"، وكان يقول لى إن السبب هو حبه للحلاوة السمسمية، ولا أعرف على وجه التحديد ما هى الحلاوة السمسمية، وما إذا كانت تختلف عن الحلاوة الطحينية، وبعد الجواز الراجل من دول بيضيق ذرعاً بكلام الست المسكينة اللى بتبقى محتاجه يا حبة عينى تفضفض عن روحها... المهم أحياناً كنت أوصل له صوتى وشكوتى بطريقة راقية، هى إرسال جوابات رقيقة.. أو "شلق"، على حسب الحالة النفسية اللى بيوصلنى ليها، طبعاً من خلال الورق والموبايل والبريد الإلكترونى.. وكان بيمسح كل رسايلى الإلكترونية من غير حتى ما يقرأها، على أساس أن الجواب بيبان من عنوانه وهو عارف اللى أنا عاوزه أقوله، من قبل حتى ما أقوله.. أما الرسايل الورقية فخفاها مش عارفة فين، وزى ما عمل الفلاح الفصيح فضلت أنا فى عادة كتابة الجوابات، وطورتها لتشمل كل ما أريد أن أخبره به عن نفسى، حتى لو ليس له علاقة به هو، يعنى فضفضة عن نفسى وأرائى فى الحياة، أو حتى مجرد كلام فاضى وهذيان. وكل ما كان يخبى جواب، أدور عليه فى البيت لغاية ما جمعت شوية، والباقى كتبته تانى واحتفظت به، والهدف هو رؤية صورة للتطور الطبيعى لحياتنا علشان أعمل إصلاح "من الداخل" أول بأول.. أو على الأقل لو منفعش يتصلح حاله، أهو أبقى سجلت مواقفه معايا، جايز.. احتمال.. بقول يعنى يمكن تنفعنى فى الخناقات المستقبلية.. واللى صبرنى على جوزى إنى من كام يوم قرأت كتاب "جوابات حراجى القط" وفيه جوابات من حراجى لزوجته فاطمة عبد الغفار.. وطبعاً الديوان ده للشاعر ابن الطين المصرى عبد الرحمن الأبنودى، وعندما قرأت مقدمة الكتاب، أثارنى ما قاله الأبنودى عن كون الجوابات لم تصل لجمهورها من القراء فى الوقت المناسب.. حيث صادرت الأجهزة الأمنية هذا الديوان المميز، وبعدها صمم الأبنودى على إعادة كتابتها من جديد لتصل إلى الجمهور..
واستوقفتنى حالة التشابه بين جواباتى وجواباته، فجواباتى أيضاً تمت مصادراتها لكن بواسطة زوجى.. ولا يعنى هذا أنه قرأها.. بل صادرها فقط!! واضطررت أنا غير آسفة لكتابتها بإصرار غريب مرة أخرى لكى تصل إليه، وذاك هو وجه الشبه بين جوابات حلاوة وحراجى (وكلاهما قط)، أما وجه الخلاف فيكمن فى كون الأبنودى قد نجح فى النهاية فى توصيل جواباته لجمهوره.. أما جواباتى أنا فقد وصلت للجمهور قبل أن تصل لزوجى نفسه.
سمر طاهر
سمر تناقش قضايا زوجية بصراحة وشفافية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة