اتسم إيقاع الفيلم فى الدقائق الأولى بالسرعة والنقلات السريعة الموحية حيث أجادت رباب عبداللطيف فى السيطرة على أدواتها فى المونتاج يُفترض فى هذا الفيلم أنه ينتمى إلى دراما الأكشن والتشويق، ويُفترض أنه يراهن على الغموض اللذيذ الذى تنحل خيوطه تدريجيا إلى أن تنفجر فى وجه المتفرج، المفاجأة الكبرى مع مشاهد النهاية فإذا بالضابط أدهم «تامر هجرس» الذى كنا نحسبه «موسى» يطلع «فرعون»!
وأقول «يُفترض» لأن النوايا الحسنة وحدها لا تكفى لصنع سينما جميلة، فالبناء الدرامى فى هذه النوعية من الأفلام يجب أن يتصاعد بحذر وذكاء، كما يجب أن تكون الحبكة محكمة للغاية وهو للأسف ما لم يتوفر فى هذا العمل، فلم يتم رسم ملامح الشخصيات بدقة، وجاءت الأحداث مفككة، وتاه المتفرج واختلط الأمر عليه، فلم يعد يعرف من هو الفاسد ومن الشريف داخل جهاز الشرطة، وتحديدا إدارة مكافحة المخدرات!
وصحيح أن السينما المصرية حطمت فى الآونة الأخيرة «تابوه» جهاز الشرطة، فلم تعد شخصية ضباطه تقدم فقد على أنهم ملائكة وقديسون، إلا أن «تيمة» الفيلم غير مستهلكة، وهى الضابط الذى يخدع رؤساءه والمتفرجين معا، ويظهر على أنه ضحية اختراق أمراء المخدرات لإدارة المكافحة، فى حين أنه «الشرير» الذى يخطط ويدبر بهدوء! لكن تظل المشكلة فى التنفيذ!
المخرج عبدالعزيز حشاد لم يستطع توجيه أبطاله على النحو الكافى، فترك تامر هجرس يستعرض وسامته ويرتدى الجينز الممزق ليبتعد تماما عن روح الشخصية، وهو ما تكرر مع «هيدى كرم» التى يبدو أنها نسيت أنها تقدم شخصية أستاذة جامعية شابة وراحت هى الأخرى تبالغ فى إظهار أنوثتها.
اتسم إيقاع الفيلم فى الدقائق الأولى بالسرعة والنقلات السريعة الموحية حيث أجادت رباب عبداللطيف فى السيطرة على أدواتها فى المونتاج، لكن الأمر لم يستمر على هذا المنوال، لاسيما فى النصف الثانى من الفيلم، وبدا أن عزت أبوعوف لا يملك جديدا يقدمه من خلال شخصية ضابط كبير برتبة «لواء» مشغول طوال الوقت عن ابنته الوحيدة «هيدى»، وتتسم شخصيته بالانفعال والصوت العالى على طريقة أبوعوف إياها!
وعلى ذكر الأداء التمثيلى، كانت الأفضل على الإطلاق هى علا غانم فى دور مسئولة البنك التى تحترف غواية حيتان السوق تحقيقا لأكبر قدر من الأرباح الخاصة، استطاعت «علا» أن تلتقط روح الشخصية، وكان استعراضها لمفاتنها حتى وهى فى مكتبها بالبنك مبررا إلى حد كبير، أما تامر هجرس فاتسم أداؤه بالجمود.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة