تختلف أساليب معالجة التطرف من بلد إلى آخر، فبعد المراجعات الفقهية فى مصر، ظهرت فى السعودية مدرسة لإعادة تشكيل أفكار الشباب المتطرف.
ونقلت مراسلة هيرالد ترابيون كاثرين زوبيف لصحيفتها من الرياض بعضاً عن آليات عمل تلك المدرسة، وتقول بمجرد انتهاء صلاة المغرب بدأ الشيخ أحمد الجيلانى ينادى على تلاميذ فصله لينضموا فى صفوف، ووجه إليهم هذا السؤال, من يخبرنى يا شباب لماذا نقوم بالجهاد؟ مازال التلاميذ يكتنفهم الخجل .. صفق الجيلانى على يديه, وابتسم مشجعاً فى تلاميذ فصله الذين يبلغون عشرة، جلسوا داخل مقاعدهم المدرسية، بالرغم من أنهم من الجماعات المسلحة التى تحمل أفكاراً دينية متطرفة، وأمضوا فى السجن فترة من الوقت، ولكنهم الآن تلاميذ فى هذا المركز لإعادة التأهيل، والذى أنشئ فى أوائل العام الماضى كجزء من المبادرة السعودية لإعادة برمجة الإسلاميين المتطرفين، ويدرس الجيلانى لتلاميذ فصله مقرراً أطلق عليه "مفاهيم الجهاد".
ومن خلف نظارته السميكة أعاد الجيلانى سؤاله, لماذا نقوم بالجهاد؟، وأخيراً أجاب أحد التلاميذ, نجاهد لمحاربة أعدائنا، وقال آخر لنغلب أعداء الله، وقال ثالث لنساعد المسلمين الضعفاء، وعقب الجيلانى قائلاً, كلها إجابات جيدة، ولكن هل هناك أحد آخر يمكنه الإجابة، وسأل أحد التلاميذ فى الصف الثانى من المقاعد, وقال "وماذا عنك يا على؟"
يبدو على متحيراً, وأخيراً أجاب, نجاهد لتكون كلمة الله هى العليا، كتب الجيلانى إجابته على السبورة، قبل أن يستدير إليه قائلاً, حسناً يا على وهل تستجيب لدعوة الجهاد فى كل الأحوال؟، وهل كل حكام المسلمين يرغبون فى إعلاء كلمة الله؟، وهل إذا أمر قائدك بأن تقتل شخصاً ماذا تفعل؟، هنا أجاب على نعم، ورد المعلم, إجابة خاطئة.. فالطبع كلنا نحب أن نعلى كلمة الله, ولكن ليس كل حكام المسلمين يحاربون من أجل ذلك الهدف، وهناك الجهاد الصحيح كما أن هناك الجهاد الخاطئ.
تلاميذ الشيخ الجيلانى ما بين الثامنة عشر من العمر إلى السادسة والثلاثين، يعدون جزءاً من الشباب السعودى الذين سمعوا الأساطير عن أجيال المحاربين من المجاهدين، الذين ذهبوا لمحاربة الغزو السوفيتى لأفغانستان فى الثمانينيات قبل أن ينسحب السوفيتى من القطر الإسلامى.
السعودية تفتح مدرسة لإعادة "برمجة" المتطرفين
الإثنين، 10 نوفمبر 2008 12:24 ص