مقارنة بالسنة الماضية، تزايد زخم انتقاد تدخل رجال الدين فى المجتمعات الإسلامية، عبر فتواهم، على المدونات العربية، حيث تحفل الكثير منها فى المشرق والمغرب العربيين بمقالات ساخرة حول آخر ما صدر من رجال الإفتاء، بل وصل الأمر ببعض الغاضبين إلى إطلاق مدونة تحت اسم "منتدى الملحدين العرب".
إضافة إلى ذلك، تفاعلت المدونات مع وتيرة المجتمعات، ولاسيما ملفّ السياح الذين اختطفوا فى مصر، وكذلك حول تنامى ظاهرة "الأقليات" فى الدول العربية.
فعلى مدونة "أنا أفكر أنا موجود" تناول الكاتب التعامل مع الأقليات فى الدول العربية .. وقال إنّ الظاهرة "تهدد بالاشتعال فى أى وقت. فمثلاً أقباط مصر، مازالوا يعانون من عدم تمتعهم بكامل حقوقهم الدينية والمدنية أسوة بإخوتهم المسلمين، فهل إعطاؤهم حقوقهم أو عدم إعطائهم هذه الحقوق، هو الذى يضمن أمن مصر واستقرارها؟ فالاستمرار فى تجاهل حقوقهم والتعامل معهم على أنهم مواطنون من الدرجة الثانية، أو كأنهم رعايا، أو على أحسن الأحوال "أهل ذمة" كما يروج (المتأسلمون)، هو الذى سيشعل مصر ناراً وسيكون سبباً فى تقسيمها بعد أن تسيل الدماء أنهاراً؟".
ويضيف المدون "إلى متى سيظل السنة فى طهران محرومين من بناء مسجد ليمارسوا فيه صلواتهم؟ وإلى متى سيظل الشيعة فى الخليج محرومين من بعض حقوقهم؟ وإلى متى سيظل الأكراد مشردين، وهم الذين بلغ عددهم 30 مليوناً ولهم لغتهم الخاصة وتقاليدهم وزيهم الخاص، بدعوى أن إعطاءهم حقوقهم سيؤدى إلى تقسيم تركيا وإيران وسوريا؟".
وخلص الكاتب إلى القول: "هناك مثل مصرى يقول "كل وقت وله أذان" وأذان القرن الحادى والعشرين هو مبدأ المواطنة وحقوق الإنسان وحقوق المرأة وحقوق الأقليات .. ولم أشأ أن أتحدث عن المرأة لأننى لا أعتبرها من الأقليات، لأنها نصف المجتمع".
أما على مدونة "أرض الرمال" فورد مقال تحت عنوان "الطالبانية اليهودية: أوقفوا اليهود من سرقة تراثنا". وقال الكاتب "دوريات فرق الرقابة على الاحتشام تطوف فى الشوارع .. تعتدى بكل قسوة بالضرب على من يتجرأ على مخالفة التعاليم الدينية، باللباس أو بالتصرفات.
دوريات تطبق أقسى أنواع الالتزام الدينى .. النساء خائفات من التعرض لهن، الناس خائفون من هذه الفرق التى تطبق حذافير الدين السلفى .. أنحن فى القصيم؟ هل نحن فى الرياض؟ ..أم نحن فى كابول أيام الحكم الطالبانى؟".
ويجيب المدون "لا إننا فى إسرائيل وفى القدس وأنا أتكلم عن مجموعة من يهود الحريديم الذين قرروا تطبيق الشريعة اليهودية فى الشوارع بأنفسهم ويقومون بمعاقبة أفراد الشعب اليهودى الكافر غير الملتزم، إن هذا يشكل تهديداً خطيراً لمركز المسلمين فى أولمبياد القهر والظلم".
ويضيف "فبينما تتنافس حماس والمليشيات الإسلامية العراقية وطلبة السلفية الجهادية فى الجزائر على التفوق على النموذج السعودى الشهير، خرج لنا الآن اليهود المتطرفون ببرنامج يسرق حقوق الطبع والنشر من المسلمين. فكما هو معروف إن القهر الدينى فى العالم ولعشرات السنوات هو صناعة إسلامية، فكيف تجرأ هؤلاء اليهود المتزمتون على تقليدنا؟".
أما على مدونة "متر الوطن بكام" فقد كتب صاحبها تحت عنوان: "يادى الفضيحة" يقول "المختطفون الألمان والإيطاليون بعدما رجعوا بلادهم قالوا إن الخاطفين تركوهم فى حال سبيلهم بعد أن وفروا لهم سيارة جيب وجهاز لتحديد المواقع داخل الصحراء ... يعنى ما فيش عملية تحرير مختطفين ولا كوماندوز ولا قتلنا نصفهم ياريس ولا حركات وحبشتكانات.. أنا إللى قعدت أعيط وأقول المصريين أهمه ... وعملها الوحوش، ونعم هم رجال مصر وعشت دور مذيع من إياهم .. الله يفضحكم .. الكذب فى دمكم ... ماشى الكذب على المصريين إحنا ستر وغطا .. لكن تكذبوا على العالم كله، وحررنا وعملية خاطفة وطائرات هليكوبتر وجثث وأفلام ... إخص ... منظركم ... وحششششششششش".
أما مدونة إيجى مصر فقد عادت مرة ثانية لتتناول قضية الفتاوى الدينية .. وقال المدون "الغريب فى الموضوع أنّ النساء أنفسهن اقتنعتن بدونيتهن بالنسبة للرجال. فعلى برنامج على قناة الناس الجميع مع منع المرأة من العمل، إلا واحد فضل جلوسها فى البيت، وإن كان لا يمانع فى عملها مادامت تقوم بالوظائف المنزلية، أخذهم الحديث فى منطلقات غريبة، والأغرب منها الاتصالات التى أتت للبرنامج، إحدى المتصلات أعربت عن رأيها بأنه لا فائدة من عمل المرأة، ثم إن خروجها من بيتها يعرضها للمشاكل والتحرشات من الرجال والمعاكسات، فيجب عليها أن تظل فى البيت حتى لا تغضب الله".
وأضاف "فى برنامج آخر حكت لى إحدى الصديقات عن متصلة اتصلت بأحد الشيوخ، وقالت إنها ترتدى النقاب وتضع على عينيها قطعة قماش حتى لا يرى أحد عينها، والمشكلة أنها لا ترى جيداً من خلال هذه القطعة وهى تمشى، وجاءت الإجابة أن تستعين بأحد محارمها فى مشيها". وقال "الثالث حديث لداعية سعودى يقول فيه إن النقاب الموجود الآن فى الأسواق غير صالح، لأنه يظهر العينين والمفروض بالأساس أن يظهر عينا واحده فقط".
مدونات العرب: طالبانية يهودية و"فضيحة" إطلاق السيّاح
الإثنين، 06 أكتوبر 2008 08:42 م