سعيد الشحات

حرائق القرضاوى

الخميس، 16 أكتوبر 2008 12:17 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
من جديد يواصل الشيخ يوسف القرضاوى حرائقه، ويتمسك بتحذيره من المد الشيعى بين السنة، وبنهج أقرب إلى الإلهاء ،يشغلنا البعض بما إذا كان ابنه عبد الرحمن قد تشيع أم لا، وكأن الابن لو فعل ذلك يكون ارتكب إثما كبيرا، وخرج من صحيح الدين إلى خطئه، ولا أوافق الشيخ فى نفيه لتشيع الابن بقوله: «كل أبناء السنة أبنائى وفلذات أكبادى، وفتنة أى واحد منهم عن عقيدته تؤلمنى وتقلقنى كابنى من صلبى تماما»، تلك الكلمات القليلة، أقوى عند محبى الشيخ ومريديه من الأسلحة والذخيرة، وتدغدغ مشاعر الكثير من المسلمين السنة، الذين تتألب مواقفهم طبقا لما يراه رمزهم الدينى، وطبقا لهذه اللغة الوجدانية المحرضة، على كل مسلم سنى أن يتحسس نفسه لو قابل شخصا شيعيا، والأحرص له ألا يقابله من الأصل، وعندى أسئلة بسيطة وتلقائية لشيخنا الكبير بعد ما قاله، وهى: ماذا لو أصاب الهوى قلب رجل سنى لامرأة شيعية والعكس أيضا؟ هل يستوجب الأمر فى هذه الحالة، أن يستبق الطرفان أحوالهما بالبحث ما إذا كان أحدهما يسعى إلى نقل الآخر إلى ملته؟ وهل الزيجات الكثيرة الموجودة فى مشارق الأرض ومغاربها بين أبناء الفرقتين فى حال إيمانها بما يقوله القرضاوى، عليها أن تقدم على الطلاق من باب الابتعاد عن الفتنة الدينية؟ وهل من الأصوب ألا تتم هذه الزيجات أصلا؟ أسئلة قد تتسلل إلى كل مسلم دون أن يدرى، والشاهد على ذلك، تلك الحكايات المؤلمة التى تأتينا من العراق عن هدم أسر بأكملها، تمت فيها زيجات من هذا النوع وعاشت عمرها دون قلق، حتى جاء الاحتلال بمصائبه وأحدث الفرقة والشتات، ولأن الأصل فى العلاج يجب أن يأتى من تشخيص الداء، كان من الأجدى على القرضاوى أن يقول كلمة جامعة، ويحث الشيعة على مقاومة الاحتلال الأمريكى للعراق، وأن يفضح الدور الإيرانى ورجاله فى حال تواطئه لإبقاء الاحتلال، وتأسيسا على ذلك فإن مخاوفه إن كانت صحيحة، فهى من صنع السياسة وليس من صنع النعرات الدينية، التى يحرص المتربصون بنا على تأجيجها، وشيخنا الكبير أكبر من الوقوع فى فخها، وبالتالى يأتى العلاج من باب السياسة وليس من باب الدين، وهو ما يعفى الشيخ من التورط فى إضافة بند جديد على الأجندة الطائفية الملتهبة أصلا، ويبقى فى هذه القضية ما تردد- وبكل أسف- عن أن هناك مهرجانا يتم الإعداد له فى قطر لمناصرة القرضاوى، وإذا كان ذلك صحيحا فأدعوه من موقع التقدير إلى رفضه حتى لا يكون القادم أسوأ ويكون هو شرارة البدء فيه.

نقلاً عن الأسبوعى






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة