انتهى رمضان وأقبل العيد، الذى يمثل فرحة السنة بأكملها لكل الأطفال، فيلعبون ويمرحون بشتى الألعاب، إلا أن أهم ألعاب الأطفال فى مصر هى الألعاب النارية، فهى ظاهرة غريبة تعيش معنا منذ زمن بعيد، ولم نتوقف عندها لنحللها. فلماذا تنتشر الألعاب النارية بين الأطفال فى الأعياد، ولماذا تنتشر المسدسات والصواريخ والبمب؟
حللت د. عزة كريم، الأستاذة بالمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية، ظاهرة إقبال الأطفال على الألعاب النارية والخطرة فى الأعياد، بأن الطفل بطبيعته يسعد بأى صوت أو ضوء يحدث من حوله، وهذا يذكرنا بما تقدم عليه الصين فى تصميم هذه الألعاب، لدرجة أوصلتها إلى إنتاج أحذية أطفال مسحوبة بأصوات وأضواء.
ويعتقد البعض، أن هذه الألعاب صممت من أجل العنف وهذا ليس صحيحا، لأنها صممت بهدف إسعاد الأطفال وإدخال البهجة فى نفوسهم، وبالتالى فالمشكلة ليست فى الأطفال، إنما فى تصنيع هذه الألعاب والتى أصبحت تتطور فى صناعتها بشكل يجذب الأطفال إليها، مثل ألعاب مدن الملاهى، وزاد من المشكلة ترويج وسائل الإعلام لهذه الألعاب وتأثر الأطفال بها.
الدكتور عبد الرؤوف الضبع أستاذ علم الاجتماع، يرى أن العنف لدى الأطفال فى العيد واستخدامهم مثل هذه الألعاب يعد عملية ترويجية للعنف، هدفها تحقيق أعلى معدل اقتصادى وإشباع الرغبة لدى الأطفال، لأنهم يميلون لتفريغ طاقتهم من خلال هذا السلوك العنيف. كما أن القيمة الاقتصادية هى التى تحدد أنماط هذا السلوك، حيث يعمل منتجو هذه السلع على ترويجها والإعلان عنها فى وسائل الإعلام. ويقول: دريم بارك هى منبع العنف لدى الأطفال وليس فقط الألعاب النارية. ويؤكد الدكتور الضبع، أن العنف أصبح سمة عامة لحياة الشارع المصرى والمؤسسات المصرية، ويتزايد فى ظل ضعف القانون الذى لا يعاقب مروجى العنف فى المجتمع.
ويشير الدكتور الضبع إلى أن، التربية أيضاً عامل من عوامل نمو العنف لدى الأطفال، وبالتالى فهى تزيد من ميلهم لممارسته من خلال هذه الألعاب. فالطفل يرى أمامه مواقف حياتية يومية تزيد هذه الصفة لديه، والأمثلة شائعة وكثيرة الحدوث والتكرار. فمن لم يسمع العبارة الشهيرة: "لو مسكتش هاخلى أبوك لما يجى يكسر دماغك!".
تصوير - سامى وهيب
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة