صالح المسعودي يكتب.. أنصاف الرجال

السبت، 15 سبتمبر 2018 04:00 م
صالح المسعودي يكتب.. أنصاف الرجال

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

بالتأكيد كتبت ومازلت أكتب عن الرجولة ومفهومها وشواهدها وعن كيفية تنميتها فى أطفالنا التنمية السليمة، فمن المتعارف عليه أن كل رجل ذكر ليس بالضرورة أن يكون رجل، وشرحت فيما سبق أن الرجولة صفة قد لا تتوافر فى الكثير من الناس لأنها تحتاج مواصفات خاصة، منها أهم صفة أن يكون الرجل بمواصفات الفارس، والفروسية هنا غير مرتبطة بمن يركب الحصان بل الفروسية التى أقصدها أن يكون متقلداً بمواصفات الفارس النبيل صاحب المروءة والشهامة والكرم والإقدام.

 

أعتقد أننى أجبرت على كتابة تلك المقدمة بعدما شاهدت وتابعت كيف أصبح تصرف ممن يحسبون على الرجال، فلا فروسية اتبعوا، ولا رجولة نهجوا فتحولوا إلى أنصاف رجال، وإن كانوا لا يستحقون هذا اللقب الكبير فما يقوم به البعض من تصرفات تجعلهم لا يستحقون حتى لقب ذكر وليس نصف رجل، ولما لا ؟ وقد تناسى مثل هؤلاء أهم صفات الرجولة وهى المروءة والشهامة فتجده متنطعاً يجوب الطرقات باحثاً عن فرائسه متسكعاً خلف النساء هذه يغمزها وتلك يلمزها فقد ماتت عنده مروءة الرجال ولم لا وهو فى مصاف ( الديوث ) فهو لو كان يغار على عاره لما تعرض لعار الناس.

 

أما الصنف الثانى من أنصاف الرجال فحدث ولا حرج  فكل من يستبيح ما ليس له، وكل من ينهب فى المال العام بلا ضمير أو وازع من دين فهو ناقص للمروءة، كما ينطبق وصف ( أنصاف الرجال ) على كل من يرتضى على وطنه الإساءة ويتمنى خرابه فهو ناقص للرجولة والمروءة، لأنه يستوى مع الخائن الذى يبيع وطنه حال  حصوله على المقابل، وأتذكر هنا مقولة ( لهتلر ) عندما قال ( أحقر الناس عندى من ساعدنى على احتلال بلاده )

 

من أنصاف الرجال أيضًا أُولئك المرتزقة ممن يتصدرون أبواق الإعلام لتوجيه الناس لأغراض معينة وفتن مضللة، لأننا مع الأسف الشديد أصبحنا شعوب مغيبة فأصبحنا لقمة سائغة لمروجى الشائعات، وأصبح البعض ممن يطلقون عليهم إعلاميين يفتخرون بتأثيرهم المباشر على الرأى العام، وفى مقابل ذلك يحصدون الملايين مقابل هذا العمل الذى يضعهم فى مقدمة حقراء الناس بل لا يستحقون وصف أنصاف الرجال ولا أدنى من ذلك.

 

لقب رجل يا سادة لا يستحقه كل شخص، فالرجولة مسؤولية، فإن كنت ترغب أن تكون رجل بمعنى الكلمة فعليك بمواصفات الفرسان من كرم ومروءة وشهامة  وعليك أيضاً ألا تصنع فى الخفاء ما إن ظهر للعلن أفقدك المروءة، عليك أن تقدم مصلحة وطنك قبل مصلحتك الشخصية، بل عليك بما تحتمه المروءة أن تقدم مصلحة الغير على مصلحتك، وفى ذلك يقول المثل الريفى ( اللى يعمل جمال يعلى باب داره ) ، وعليك أيضاً أن تنمى صفات الرجولة فى أبنائك من خلال تعويدهم على الشجاعة والصدق وحب الخير للناس جميعاً واستعدادهم الدائم لمساعدة الغير والتضحية من أجل رفعة وطنهم وتعليمهم أهمية إكرام الضيف ، فالكرم هو علاج لكل نقص فى الرجل ومن ذلك قول الشاعر  (  آلا بالسخاءِ يُغطى كُلُ عيبٍ      وكم عيباً يغطيه السخاءُ  ) فنصيحتى أن تهرعوا لمصاف الرجال فقد امتلأت الساحة بأنصاف الرجال ومن هم أدنى منهم.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة