تركيا تسقط فى أسر الدكتاتور.. الصحافة الأمريكية تحذر من عواقب فوز أردوغان.. "وول ستريت" تتوقع عهدا جديدا من الاستبداد.. "نيويورك تايمز": القمع ينتظر الجميع.. وملفات سوريا والعراق والناتو على موعد مع الأزمات

الإثنين، 25 يونيو 2018 05:30 م
تركيا تسقط فى أسر الدكتاتور.. الصحافة الأمريكية تحذر من عواقب فوز أردوغان.. "وول ستريت" تتوقع عهدا جديدا من الاستبداد.. "نيويورك تايمز": القمع ينتظر الجميع.. وملفات سوريا والعراق والناتو على موعد مع الأزمات الرئيس التركى رجب طيب أردوغان
كتبت: إنجى مجدى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تحذيرات متتالية وسيناريوهات قاتمة رسمتها وسائل الإعلام العالمية فور إعلان نتائج الانتخابات التركية التى جرت أمس الأحد، وسط عمليات تزوير وانتهاكات صارخة رصدتها وسائل الإعلام ونشطاء مواقع التواصل الاجتماعى والمراقبون الأجانب، حيث أجمعت تلك التقارير على سقوط تركيا مجدداً فى قبضة الاستبداد.

وبعد إعلان الرئيس التركى رجب طيب أردوغان فوزه بولاية جديدة حاصلاً على أقل من 53% من أصوات الناخبين، توالت تقارير وسائل الإعلام الغربية للتعليق على تلك الانتخابات، مشيرة إلى أن هذا الفوز يحمل عواقب خطيرة للتعاون داخل حلف شمال الأطلسى "الناتو"، فضلا عما يمثله من عواقب على الأمن فى العراق وسوريا والسيطرة على تدفق اللاجئين لأوروبا.

وفى تعليقها على نتائج الانتخابات التركية، وصفت صحيفة وول ستريت جورنال، الأمريكية، فوز الرئيس التركى رجب طيب أردوغان بولاية رئاسية ثانية بنسبة تتجاوز الـ51%، بالخيار الاستبدادى.

وقالت الصحيفة فى افتتاحية على موقعها الإلكترونى اليوم الإثنين، إن الديكتاتور التركى رجب طيب أردوغان زعم الفوز فى الانتخابات التى ستسفر فى النهاية عن استيلاءه على سلطات جديدة عديدة توسع من حكمه الاستبدادى، وتضيف أنه على الرغم من النتيجة إلا أن الانتخابات كشفت عن أنباء سارة تتعلق بقوة المعارضة الديمقراطية رغم استمرار التضييق والخناق من جانب النظام ضدهم.

وتشير إلى أن النتائج الخاصة بالانتخابات الرئاسية والبرلمانية كانت موضع نزاع، أمس الأحد، حيث سارع معسكر نظام أردوغان لإعلان نتائج فوزه بينما أكدت المعارضة أنها ليست نتائج حقيقة إذ لم تكن عملية فرز الأصوات انتهت، وسيحكم أردوغان تركيا لخمس سنوات جديدة، بعد 15 عاما من العمل بين الرئاسة ورئاسة الوزراء.

واعتبرت صحيفة نيويورك تايمز، أن الناخبين الأتراك منحوا أردوغان فوزا حاسم يسمح له بإطالة أمد قبضته على السلطة، المستمرة منذ 15 عاما، ومنحه سلطات واسعة على عملية التشريع والقضاء، وتقول أحدث النتائج، التى أعلنتها وكالة الأناضول التى يسيطر عليها النظام، إن أردوغان فاز بـ 53% وجاء أقوى منافسه محرم أينجه فى الترتيب الثانى بعد حصوله على 31%.

انتخابات الأحد هى الأولى التى تعقد منذ أن وافق الناخبون الأتراك، بهامش ضيق، على استفتاء العام الماضى الذى يقضى بمنح الرئيس، الذى يعتبر منصبا شرفيا، سلطات تنفيذية واسعة، وسيكون لدى أردوغان أيضا برلمان مُروض حيث فاز حزبه المحافظ "العدالة والتنمية" وحلفاؤه بنحو 35% من الأصوات فى الانتخابات التشريعية أمس الأحد.

وحسب الإصلاحات المرتقب تطبيقها، فإن الرئيس سوف يتمتع بصلاحيات واسعة تغير نظام الحكم البرلمانى إلى رئاسى، يُلغى معه منصب رئيس الوزراء، وسوف تقتصر مهمة البرلمان على التشريع والمراقبة، وتشمل صلاحيات أرودغان، فى فترة رئاسته الثانية، تعيين كبار المسؤولين العامين بما فيهم الوزراء ونواب الرئيس وسلطة التدخل فى النظام القضائى، وفرض حالة الطوارئ.

وتقول نيويورك تايمز، إن أردوغان أشرف خلال العامين الماضيين، على عمليات قمع محامين وقضاة وموظفين فى الخدمة المدنية وصحفيين ونشطاء حقوقيون بموجب إعلان حالة الطوارئ، ذلك بعد فشل محاولة الجيش فى يوليو 2016 للإطاحة به من السلطة، وطالما حذر معارضوه أن انتخابات الأحد كانت فرصة الشعب الأخيرة لمنع تركيا من الانزلاق نحو دولة استبدادية.

ومنذ يوليو 2016، تم مصادرة أكثر من 950 شركة وعمل تجارى، بزعم علاقتهم بالمعارض التركى فتح الله جولن، وقد استولى نظام أردوغان على حوالى 11 مليار دولار من أصول الشركات، بداية من سلاسل محال البقلاوة الصغيرة إلى التكتلات الكبيرة، فى إجراء ممنهج ذو سوابق نادرة فى التاريخ الاقتصادى الحديث.

واضطر عدة آلاف المدراء التنفيذيين للفرار إلى الخارج بسبب حملة أردوغان الانتقامية فى أعقاب فشل محاولة الجيش التركى الإطاحة به من الحكم، بينما الأشخاص الأقل حظا سجنوا، وهم جزء من حملة سجن جماعى ضمت 50 ألف شخص اعتقلتهم الحكومة التركية باسم مقاضاة من يزعمون أنهم مرتبطون بالإرهاب.

وسيكون لفوز أردوغان عواقب وخيمة على التعاون داخل حلف الناتو والأمن فى العراق وسوريا والسيطرة على تدفقات الهجرة إلى أوروبا، استمرت تركيا فى التعاون مع شركائها الغربيين فى جهود مكافحة الإرهاب، لكن أردوغان قام باختبار حلف الناتو عن طريق التقرب من الرئيس الروسى فلاديمير بوتين وشراء نظام دفاع صاروخى متقدم من روسيا والتخطيط لبناء مفاعل نووى روسى الصنع.

وقالت شبكة ABC إن ديكتاتور تركيا أصبح أكثر قوة وبات لدى المعارضون الاسباب الكافية للخوف مما هو مقبل، وتشير إلى أن قوة أردوغان مبنية على سنوات من الحملات الصارمة منذ الأيام التى كان فيها حزب أردوغان وقاعدته الإسلامية هم المستضعفون فى المجتمع التركى، وصولا إلى حكمهم الاستبدادى على نحو متزايد طيلة 15 عاما.

وتضيف أنه عندما انهارت هدنة النظام مع المقاتلين الأكراد عام 2015 سارع أردوغان إلى إحياء حرب تركيا الطويلة مع حزب العمال الكردستانى الانفصالى، حيث انتصر على القوميين لاستعادة السيطرة على البرلمان بعد خسارة نادرة، لذلك ستستمر حملة تركيا ضد الأكراد، التى توسعت وقادت القوات التركية ووكلاءها إلى عمق سوريا المجاورة والعراق.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة