فن الإنشاد الدينى.. كتاب يؤرخ لأكثر ألوان الغناء روحانية

الأحد، 22 أبريل 2018 07:30 م
فن الإنشاد الدينى.. كتاب يؤرخ لأكثر ألوان الغناء روحانية غلاف كتاب فن الإنشاد الدينى
رويترز

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
 يرتبط الإنشاد الدينى فى أذهان الكثيرين بالغناء والأناشيد المرتبطة بمدح النبى محمد، لكن الكاتبة المصرية مروة البشير، تلقى الضوء فى دراسة عن تاريخ الإنشاد الدينى على جذوره التى تعود إلى عهد الفراعنة.
 
يرصد كتاب (فن الإنشاد الديني) الصادر عن الدار المصرية اللبنانية تاريخ هذا اللون من الغناء الذى يمزج بين روحانيات العقيدة والفن.
 
وفى مقدمة الكتاب تشير الكاتبة إلى أن مصر هى أول دولة فى العالم عرفت الإنشاد الديني، وهو الإنشاد المصاحب للطقوس والعبادات وإقامة الشعائر والصلوات داخل المعابد عبر مجموعة من الترانيم تستند لنصوص دينية. وكانت أشهر هذه الأناشيد على الإطلاق للملك الفرعون إخناتون.
 
ويأتى الكتاب فى 276 صفحة من القطع المتوسط وينقسم إلى قسمين رئيسيين، القسم الأول يحمل عنوان (نشأة فن الإنشاد الدينى وتطوره) ويضم هذا القسم ثمانية فصول تستعرض تاريخ فن الإنشاد منذ عصر الفراعنة حتى العصر الحديث.
 
وفى الجزء الأول يلقى الكتاب الضوء على تاريخ الأناشيد، حيث يجرى تعريف معنى الإنشاد الدينى عند الفراعنة والإشارة إلى بعض النصوص والتراتيل الجنائزية التى وجدت منقوشة على جدران بعض الأهرامات وتوابيت الموتى. وتوضح الكاتبة أن الباحثين لم يتوصلوا بعد إلى الطريقة التى كانت تؤدى بها تلك التراتيل لكن المرجح أنها كانت تؤدى بطريقة الإلقاء أو التلاوة.
 
وينتقل الكتاب بعد ذلك إلى الإنشاد القبطى وتاريخه ونشأته وتطوره. وتشير الكاتبة فى هذا الفصل إلى أن الإنشاد القبطى انتشر مع ظهور وانتشار الديانة المسيحية وكان يؤدى بشكل فردى أو جماعى.
 
بعد ذلك ظهرت الموسيقى الكنسية القبطية فى الكنيسة الأرثوذكسية. ووصف عالم الموسيقى الإنجليزى إرنست نيولاند سميث هذه الموسيقى بأنها إحدى عجائب العالم السبع.
 
ينتقل الكتاب بعد ذلك إلى عصر ظهور الإسلام وقصائد المديح النبوى التى تعد عماد الإنشاد الدينى الإسلامي. ويبدأ هذا الفصل بالإشارة إلى نشيد (طلع البدر علينا) باعتباره أول إنشاد فى الإسلام.
 
ولا يغفل الفصل الإشارة لحسان بن ثابت الذى تصفه الكاتبة بأنه فارس هذا النوع من الشعر وأشهر من نظم أشعار المدح النبوي. وكان شعره فى الرسول يمتاز بالصدق والإخلاص حتى عندما سئلت السيدة عائشة عن وصف الرسول قالت "والله كما قال فيه شاعره حسان بن ثابت: متى يبد فى الداجى البهيم جبينه ... يلح مثل مصباح الدجى المتوقد فمن كان أو من قد يكون كأحمد ... نظام لحق أو نكال لملحد."
 
 
ينتقل الكتاب بعد ذلك إلى الإنشاد الدينى بعد عهد النبوة وكيف انتشر وازدهر حيث تحول فى العصر الأموى إلى فن له قوالبه وأصوله وقواعده. وخلال هذه الفترة ذاع صيت إبراهيم وإسحق الموصلى أشهر الموسيقيين وقتئذ والفتى زرياب تلميذ إسحق الموصلى الذى كان من أهم من قاموا بغناء وتلحين الأناشيد الدينية. وذاع صيت مدينة حلب السورية فى هذا اللون من الإنشاد خلال هذه الحقبة.
 
ولا يغفل الكتاب الإشارة إلى العصر الفاطمى الذى شهد الإنشاد الدينى خلاله تطورا كبيرا وانتشر انتشارا واسعا وكانت مصر ركيزة هذا التطور. وارتبط الإنشاد الدينى فى العهد الفاطمى بالاحتفالات الدينية خاصة أن الفاطميين كانوا يحرصون على إقامة احتفال عظيم عند تولى الخلافة لإضفاء نوع من القداسة الدينية والمكانة على منصب الخليفة.
 
ولا تغفل الكاتبة الحديث عن رأى علماء الدين فى فن الإنشاد حيث خصصت فصلا كاملا لآراء الأئمة وعلماء الدين فى هذا اللون من الإنشاد ومنهم الإمام الشاطبى والإمام الغزالى والإمام ابن عبد البر والشيخ عبد الغنى النابلسى الذى قسم الغناء بشكل عام إلى ثلاثة أقسام: محرم ومباح ومندوب وهذا الأخير هو لمن غلب عليه حب الله تعالى والشوق إليه وهو القسم الذى يندرج تحته "سماع الصوفية وأهل الصدق والإخلاص فى كل زمان".
 
وينتقل الكتاب بعد ذلك بشكل تفصيلى إلى الحضرة والموالد الشعبية باعتبارهما من أهم منافذ الإنشاد الدينى فى الوقت الحديث وإن اختلفا فى أن الحضرة يغلب عليها الطابع الدينى البحت والنزعة الصوفية بينما تتجلى فى الموالد الشعبية تقاليد وعادات أصيلة ترتبط ارتباطا كبيرا بالمنطقة التى يقام بها المولد الشعبي.
 
وفى القسم الثانى من الكتاب يحمل الذى يحمل عنوان (أشهر المنشدين والمنشدات) تسرد الكاتبة السير الذاتية لأشهر المنشدين وفى صدارتهم المنشد وقارئ القرآن نصر الدين طوبار وأستاذ المداحين الشيخ سيد النقشبندى ومداح النبى محمد الكحلاوى والشيخ طه الفشنى ومنشد البردة عبد العظيم العطوانى والشيخ أحمد التونى الذى استطاع نقل الغناء الصوفى من المحلية إلى العالمية.
 
ولم يقتصر هذا القسم على أهم المنشدين الذين تميزوا فى أداء الإنشاد الدينى الإسلامى وإنما خصص مساحة أيضا للمنشدين الأقباط الذين تصفهم الكاتبة بأنهم من الظواهر المهمة فى الإنشاد الدينى فى مصر حيث تخصص بعضهم فى مدح النبى محمد وأهمهم مكرم جبرائيل غالى الشهير بمكرم المنياوى الذى ولد فى 1947 بمحافظة المنيا وذاع صيته فى صعيد مصر فى الستينيات بالمواويل والقصص التاريخية. واتجه منذ عام 1966 لفن المديح النبوى حتى وافته المنية فى وقت سابق من هذا الشهر.
 
كما تتحدث الكاتبة أيضا عن المنشدات وأشهرهن خضرة محمد خضر ونبيلة عطوة والمنشدات من الجيل الأصغر سنا مثل آية الطبلاوى التى بدأت مسيرتها فى الإنشاد فى سن السابعة ونبوية حسان وغيرهن.
 
ويلقى هذا القسم أيضا الضوء على أشهر فرق الإنشاد الدينى المعاصرة ومنها فرقة الحضرة وفرقة رضوان المرعشلى وعامر التونى والمولوية المصرية.
 
يحفل الكتاب أيضا بالعديد من القصائد والأناشيد الدينية الإسلامية والقبطية على حد سواء على مر تاريخ الإنشاد.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة