بين قسوة الصقيع وتقلبات المناخ.. كيف تقلب "الأربعينية" موازين الطقس؟

الثلاثاء، 23 ديسمبر 2025 05:00 ص
بين قسوة الصقيع وتقلبات المناخ.. كيف تقلب "الأربعينية" موازين الطقس؟ فصل الشتاء

كتبت أسماء نصار

مع بداية فصل الشتاء، تتجه الأنظار دائماً نحو ما يعرف بـ "الأربعينية" أو "مربعانية الشتاء"، تلك الفترة الزمنية التي تعد الأخطر والأكثر تأثيراً في موازين الطقس السنوية.

وتمتد هذه الفترة لنحو أربعين يوماً، تبدأ فلكياً مع الانقلاب الشتوي، لتعلن دخول المنطقة في مرحلة الانخفاض الحاد في درجات الحرارة، حيث تفرض طبيعتها القاسية واقعاً مناخياً مختلفاً يتسم بالبرودة الشديدة والاضطرابات الجوية الواضحة.

تكمن خطورة الأربعينية في قدرتها على قلب الموازين المناخية من خلال سيطرة المرتفعات الجوية أو المنخفضات، مما يؤدي إلى هبوط مفاجئ في درجات الحرارة الصغرى لتصل إلى مستويات الصقيع، خاصة في المناطق الصحراوية والزراعية والمرتفعات الجبلية.

ولا يقتصر تأثيرها على البرودة فحسب، بل يصاحبها عادةً نشاط مكثف للرياح الباردة وتكون الضباب الكثيف في الصباح الباكر، مما يعيق حركة التنقل ويؤثر بشكل مباشر على الحصيلة الزراعية والنظام الحيوي اليومي.

وعلى الصعيد العلمي، يوضح خبراء الأرصاد والمناخ أن الأربعينية هذا العام تأتي في ظل تحولات مناخية عالمية جعلت من ظواهرها أكثر "حدة" وإن كانت "أقصر" زمناً فالتذبذبات في التيار النفاث تزيد من فرص تدفق الهواء القطبي نحو المنطقة، مما يجعل التقلبات الجوية سريعة وعنيفة؛ حيث قد يتحول الطقس من الاستقرار النسبي إلى العواصف والأمطار الغزيرة في غضون ساعات قليلة، وهو ما يضع الأجهزة التنفيذية والقطاعات الزراعية في حالة استنفار دائم لتفادي خسائر الصقيع.

تظل "الأربعينية" هي الاختبار الحقيقي لقدرة القطاعات المختلفة على التكيف مع قسوة الشتاء.

ورغم ما تحمله من تحديات، إلا أنها تعد ضرورة بيئية ومناخية لضبط دورة حياة.

ومع استمرار التغيرات المناخية، تبرز أهمية المتابعة الدقيقة للتقارير الصادرة عن مراكز الأرصاد، لضمان التعامل السليم مع هذا "الضيف الثقيل" الذي يقلب موازين الطقس كل عام.




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب



الرجوع الى أعلى الصفحة