وفاة سجين فنزويلى تُلقي بظلالها على احتفالات نوبل.. ماذا حدث؟

الأحد، 07 ديسمبر 2025 03:36 م
وفاة سجين فنزويلى تُلقي بظلالها على احتفالات نوبل.. ماذا حدث؟ ماتشادو

فاطمة شوقى

تشهد فنزويلا واحدة من أكثر اللحظات توترًا وإرباكًا فى تاريخها الحديث، بعدما تزامنت الاستعدادات العالمية لتسليم جائزة نوبل للسلام لزعيمة المعارضة ماريا كورينا ماتشادو مع موجة صدمة جديدة اجتاحت الشارع الفنزويلي عقب الإعلان عن وفاة السجين السياسي وأحد أبرز وجوه المعارضة، ألفريدو دياز، داخل سجن هيليكود سيئ السمعة. هذا الحدث المأساوي لم يمر مرور الكرام، بل أشعل جدلًا واسعًا وكشف عن هشاشة الوضع الداخلي وعمق الانقسام السياسي فى البلاد.

 

الارتباك حول تمكن ماريا كوريتا ماتشادو من مغادرة البلاد

وأشارت صحيفة الأونيبرسال إلى أن وفاة دياز، الذى كان يشغل منصب محافظ ولاية نويفا إسبارتا، جاءت قبل أيام قليلة من حفل تسليم نوبل فى أوسلو، وهو ما تسبب فى حالة من الارتباك حول ما إذا كانت ماريا كورينا ماشادو ستتمكن من مغادرة البلاد لحضور الحفل وسط الإجراءات الأمنية المشددة والقيود المفروضة عليها منذ سنوات بسبب مواجهاتها مع نظام نيكولاس مادورو.

 

وفاة السجين نتيجة سكتة قلبية مفاجئة

وأعلنت السلطات الفنزويلية أن دياز توفى نتيجة سكتة قلبية مفاجئة، بينما تؤكد أسرته وزملاؤه فى المعارضة أن الرجل كان يعانى من عدة مشكلات صحية، وطالب مرارًا بالحصول على رعاية طبية مناسبة داخل السجن، لكن طلباته قوبلت بالإهمال المتعمد. هذه الاتهامات أعادت إلى الواجهة سجل السجون الفنزويلية وحالات الوفاة السابقة داخل المعتقلات، والتى وثقتها منظمات حقوقية دولية، مما أعطى للحدث بعدًا سياسيًا وإنسانيًا أكثر تعقيدًا.

وأسرة دياز خرجت بصوت مرتفع تتهم النظام بالمسؤولية المباشرة عن وفاته، وهو ما عبّرت عنه زوجته ليينيس مالافيه بصرخة دوت عبر وسائل الإعلام: أريد جوابًا… هل قتلوه؟"،  كلماتها تحولت سريعًا إلى شعار جديد يتداوله المحتجون والمغتربون الفنزويليون الذين خرجوا فى مظاهرات متزامنة فى عشرات المدن حول العالم استعدادًا ليوم نوبل.

 

غضب شعبى من وفاة سجن فنزويلى

ما ضاعف الغضب الشعبي هو أن وفاة دياز ليست حالة فردية، فبحسب منظمة فورو بينال، لقى ما لا يقل عن 17 سجينًا سياسيًا حتفهم خلال حكم مادورو، بسبب التعذيب أو الإهمال الطبي أو ظروف الاحتجاز القاسية. ويقبع اليوم نحو 887 سجينًا سياسيًا فى سجون البلاد، من بينهم نساء يحملن الجنسية الإسبانية – مثل روكيو سان ميغيل – المحتجزة منذ عامين دون محاكمة.

سجن هيليكود الذى تُوفى فيه دياز، يعد رمزًا للرعب المرتبط بجهاز المخابرات الفنزويلي (SEBIN). تقارير عديدة وصفت السجن بأنه مركز تعذيب ممنهج، يخضع مباشرة لنفوذ نائبة الرئيس ديلسي رودريغيز. هذا ما دفع النائبة الأمريكية  الفنزويلية الأصل، ماريا إلفيرا سالازار، إلى وصف هيليكود بأنه مصنع للقتل البطيء، مطالبة المجتمع الدولي بالتعامل مع ما يحدث فى فنزويلا باعتباره جريمة ضد الإنسانية وليس مجرد مشكلة دبلوماسية.

 

احتفالات رمزية

على الرغم من الحزن والغضب، فإن استعدادات نوبل فى الخارج تشكل بصيص أمل لملايين الفنزويليين. الاحتفالات الرمزية التى انطلقت فى أكثر من 100 مدينة حول العالم حملت شعار النوبل لنا، باعتبار الجائزة اعترافًا بمعاناة شعب عاش عقدين من الاستبداد والانهيار الاقتصادي والقمع.

 




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب