غطى برنامج في المشهد الذى تقدمه الكاتبة الصحفية إيمان حنا على تليفزيون اليوم السابع، تفاصيل الزيارة الحالية لبابا الفاتيكان البابا لاوون الرابع عشر إلى لبنان، في ثانى محطات جولته الخارجية الأولى منذ انتخابه في مايو الماضى.
احتفالات المسلمين بزيارة بابا الفاتيكان
أكد المطران ميشال عون مطران إيبارشية جبيل بلبنان ورئيس اللجنة الكنسية المنظمة لزيارة البابا ، لبرنامج "في المشهد"، أن زيارة البابا قد لاقت ترحيباً واسعاً وحفاوة من جميع الطوائف في لبنان، لأن الجميع يعلم أن البابا لم يأتِ من أجل المسحيين فقط ؛ بل من أجل الشعب اللبناني بجميع أطيافه، مشيرًا إلى اصطفاف المسلمين على جانبي الطريق الذى سلكه موكب البابا من مطار رفيق الحريرى الدولى ببيروت حتى قصر الرئاسة في منطقة بعبدا؛ حاملين أعلام لبنان والفاتيكان وصور قداسة البابا؛ تعبيرًا عن فرحتهم الكبيرة بقدومه.
وشاهدنا أيضًا السيدات المحجبات على جانبي الطريق يهتفون للبابا أثناء مرور موكبه ؛ كما شهدت الضاحية الجنوبية لبيروت احتفالات واسعة بمناسبة الزيارة وهى المنطقة التي يمثل المسلمون بها 95 % من إجمالي السكان.
وأيضًا اصطف الآلاف على جانبى الطريق من منطقة بعبدا إلى مقر السفارة البابوية في حريصا رغم غزارة الامطار والطقس البارد اليوم؛ لكن الناس تحدت كل هذه الظروف فرحين بزيارة البابا.
ما الرسائل التي تحملها زيارة بابا الفاتيكان؟
تحمل زيارة بابا الفاتيكان العديد من الرسائل للداخل اللبناني وللعالم أيضًا ، وفى هذا الصدد أوضح المطران ميشال عون لبرنامج "في المشهد" أن البابا جاء إلى لبننا حاملاً رسالة السلام للبنان وللشرق الأوسط الذى يموج بالصرعات.
كما أن لبنان يحتاج لوقوف البابا بجانبه بكل ما يمثله من قوة معنوية، وهو من خلال زيارته يسلط الضوء على لبنان وعلى أهمية استقراره، وعلى ضرورة مد يد المساعدة للبنان كى ينهض مرة أخرى، كما يدعو اللبنانيين مواطنين ومسئولين للعمل معًا بيد واحدة من أجل لبنان.
والتأكيد على دور لبنان في العيش المشترك ؛ فهناك 18 طائفة دينية في لبنان والجميع يتعايشون في سلام .
وأيضا التوعية الداخلية بين اللبنانيين بضرورة توحد الرؤية من أجل الوصول إلى القواسم المشتركة وإعلائها.
ما الاستعدادات التي استبقت زيارة البابا لاوون الرابع عشر إلى لبنان؟
أوضح المطران ميشال عون أن زيارة البابا لاوون، جرى الاستعداد لها منذ أكثر من شهرين ونصف الشهر ، وكانت هناك لجنتان إحداهما برئاسية سيدة لبنان الأولى نعمت عون ، وأخرى كنسية برئاسته وبالتعاون مع السفير البابوى، والعمل كان على مدار الساعة على قدم وساق ولم نشعر بالتعب لحماستنا لهذه الزيارة المباركة.
وقد سبق مجيئه إلى لبنان بزيارة على تركيا ؛ للاحتفال بمئوية المجمع المسكونى الأول مجمع نيقية ومرور 1700 سنة، وزار الكنائس في تركيا كما حضر احتفالا مع البابا برتليماوس الأول بطريرك القسطنطينية .
ثم جاء إلى لبنان، والجميع يعلم كما أن للبنان مكانة خاصة لدى البابا ولدى الفاتيكان ، وقد قال أكثر من مرة لقد تألم لبنان كثيرًا، والبابا الراحل البابا يوحنا بولس الثانى، وسبق وأكد أن لبنان ليس مجرد بلد بل هو رسالة للتعايش السلمى بين كل الطوائف الدينية، رسالة للحوار بين الجميع، وتكوينه مبنى على هذا الأساس.
ما تفاصيل جدول ثانى أيام زيارة البابا لاوون الرابع عشر إلى لبنان؟
بالنسبة لجدول ثانى أيام الزيارة، أوضح المطران ميشال أن البابا سيبدأ يومه من دير ما مارون عنايا ولن يلقى البابا كلمة لكنه سيصلى أمام ضريح مار شربل من أجل السلام للبنان وللشرق الأوسط وللعالم المضطرب.
وهذه المحطة من زيارته يقرأ فيها دعوة للصمت والصلاة والإنصات إلى صوت الله والثقة بالله، ثم يتوجه البابا إلى مزار سيدة لبنان في حريصا حيث يكون في استقباله حوالى 2700 شخص من البطاركة والأساقفة والرهبان والراهبات والإكليروس والعلمانيين، ويستمع لشهاداتهم عن فترة الحرب .
ويوضح المطران ميشال أنه عقب هذا اللقاء يتوجه البابا إلى مقر السفارة الباباوية؛ حيث تُقام له مأدبة غذاء ويشاركه البطاركة الكاثوليك والأرثوذكس ومن بينهم المطران إسحق إبراهيم مطران الأقباط الكاثوليك الذى جاء خصيصا من مصر للمشاركة في استقبال البابا.
ويعقبه حوار الأديان في ساحة الشهداء ببيروت ؛ حيث يكون يصعد البابا إلى المنصة وحوله رؤساء الطوائف الإسلامية المسيحية في لبنان ، وسيُقرأ بلحن بيزنطى جزء من الكتاب المقدس ويجود أيضًا جزءاً من القرآن الكريم عن السلام والأخوة ؛ ثم يتوجه البابا إلى بكركى حيث مقر البطريركية المارونية ويلتقى هناك 15 ألف شاب وشابة في ساحة بكركى الكبيرة.
كما سيكون هناك لقاء خاص مع رؤساء الطوائف الإسلامية الأربع ممثلين في مفتى الجمهورية اللبنانية السنى ورئيس المجلس الشيعي الأعلى ، وشيخ عقل الدروز ورئيس الطائفة العلوية، وهذا يؤكد على أن الحوار هو الوسيلة الوحيدة المثلى لحل أي مشكلات قد تواجهنا .
ويوضح المطران ميشال أن لبنان يهتم بالحوار الإسلامي المسيحى، وفى كل إيبارشية توجد لجنة "الحوار الإسلامي المسيحى" ، ونحن دائمًا في حالة حوار وحل الأمور بمحبة أخوية، وهناك مقولة تعبر عن هذه المحبة مضمونها "هناك شيء من الإسلام في المسيحية وشئ من المسيحية عند المسلمين " ..
وفى اليوم الثالث من الزيارة غدا الثلاثاء سيبدأ بزيارة إلى مستشفى دير راهبات الصليب فهو أكبر مستشفى للأمراض العصبية في الشرق الأوسط، ليعطى كلمة تعزية وتقوية للعاملين هناك يكون قريباً من المتألمين وهى رسالة بأن الألم ملازم لطبيعتنا البشرية؛ لكن ما يخفف من وطأته التقارب والتضامن بيننا.
ويعقب ذلك توجهه إلى موقع انفجار مرفأ بيروت؛ في وقفة تضامنية مع أهالى ضحايا الانفجار ويضع إكليلًا من الزهور على النصب التذكارى ويضئ شمعة الرجاء، وتحمل زيارته صرخة لإجلاء الحقيقة عن المسئولين عن هذه الجريمة.
ثم يترأس القداس الإلهى بالواجهة البحرية لبيروت بحضور أكثر من 100 ألف شخص من الطوائف المسيحية المختلفة.
كيف يتنقل بابا الفاتيكان بين الحشود في لبنان؟
وبالنسبة لكيفية تحرك بابا الفاتيكان في شوارع بيروت وسط الآلاف ممن يحتشدون للاحتفاء به، كشف المطران ميشال أن هناك سيارة تسمى "بابا موبايل" قد وصلت من الفاتيكان إلى مرفأ بيروت قبيل زيارة البابا، وهذه السيارة لها مواصفات خاصة حيث تتيح للبابا الظهور أمام الجمهور من دون أن يكون مكشوفاً تماماً للخطر.
وتتكون هذه السيارة من زجاج مضاد للرصاص يتيح للبابا الوقوف داخل قمرة شفافة، وفيها نظام اتصال داخلي وخارجي، وفي بعض المناسبات يستخدم البابا نسخة مفتوحة (من دون زجاج) لإظهار ثقته وقربه من الجمهور؛ وقد استخدمها في أول أيام زيارته، وسيتم استخدامها اليوم في زيارة عنايا أيضًا.
كما تطرق المطران ميشال إلى يرجوه لبنان من الفاتيكان في مثل هذه الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد، حيث أوضح أن لبنان ضرورة للشرق وعلامة رجاء وهكذا ينظر الفاتيكان إلى لبنان، ونحن نعول على اتصالات الفاتيكان الدبلوماسية وعلاقاته مع الدول الكبرى والمؤثرة في مسار السلام للبنان .
وقال البابا عن الشعب اللبناني أن إصراره على عدم الاستسلام هو ما يقود إلى السلام لأن السلام يبنى على الحقيقة وهذا يحتاج إلى صبر وإرادة قوية.