هل تعود أوروبا للكمامة؟.. شتاء قاتل يواجه القارة العجوز.. سلالة أنفلونزا غامضة تضرب الدول مبكرا.. موسم قارس وموجات برد وصقيع تضاعف المخاطر الصحية.. والسلطات تحذر من انتشار سريع وقلق حول تكدس المستشفيات

الإثنين، 24 نوفمبر 2025 03:00 ص
هل تعود أوروبا للكمامة؟.. شتاء قاتل يواجه القارة العجوز.. سلالة أنفلونزا غامضة تضرب الدول مبكرا.. موسم قارس وموجات برد وصقيع تضاعف المخاطر الصحية.. والسلطات تحذر من انتشار سريع وقلق حول تكدس المستشفيات موجة انفلونزا خطيرة فى اوروبا

فاطمة شوقى

تشهد القارة الأوروبية هذا العام موجة إنفلونزا غريبة غير معتادة، حيث بدأت الحالات بالظهور بشكل مبكر قبل ثلاثة إلى أربعة أسابيع مقارنة بالأعوام الماضية، وفقًا لتقارير مركز الاتحاد الأوروبي للوقاية ومكافحة الأمراض (ECDC). وتعد هذه الظاهرة غير المسبوقة نتيجة لانتشار سلالة جديدة من فيروس الإنفلونزا A، المعروفة باسم subclado K من نوع H3N2، والتي أظهرت قدرة كبيرة على الانتشار بين السكان في عدة دول، بما في ذلك ألمانيا وفرنسا وإيطاليا.

 

مخاوف من الانتشار السريع وتكدس المستشفيات

وحذر خبراء الصحة الأوروبية من أن موسم الإنفلونزا القادم قد يكون أكثر حدة من السنوات السابقة، خصوصًا مع انخفاض معدلات التطعيم في بعض الفئات العمرية والمجتمعات، مما يزيد احتمال تسجيل أعداد كبيرة من الإصابات الحرجة. ويأتي هذا التحذير في وقت تتوقع فيه مراكز الأرصاد الأوروبية موجات برد شديدة وصقيع قارس في مناطق واسعة من القارة، مما قد يزيد العبء على النظام الصحي، وتكدس المستشفيات،  ويضاعف المضاعفات المرتبطة بالإنفلونزا، خاصة بين كبار السن، المرضى المزمنين، والأطفال.


وأوضح إدواردو كولزاني، خبير الفيروسات التنفسية في ECDC، أن سرعة انتشار الفيروس وتحوره السريع يجعل الوقت عنصرًا حاسمًا في الاستجابة الصحية، مشددًا على ضرورة تلقي اللقاح فورًا لمن هم في الفئات المعرضة للخطر. وأضاف: الإنفلونزا هذا العام تتقدم بشكل غير معتاد، وهذا يعني أن الفئات الأكثر ضعفًا يجب أن تُحصن الآن، قبل أن تشتد الموجة وتزداد حالات الدخول إلى المستشفيات.

 

كبار السن والحوامل والمصابين بأمراض مزمنة الأكثر عرضة للخطر

وتعمل السلطات الصحية على تحفيز حملات التطعيم الموسمية وتقديمها للفئات الأكثر عرضة للخطر، بما في ذلك كبار السن، الحوامل، المصابين بأمراض مزمنة، أصحاب المناعة الضعيفة، والعاملين في القطاع الصحي. ويعتبر التطعيم أداة أساسية للحد من انتشار المرض، تقليل عدد الحالات الحرجة، وتخفيف الضغط عن المستشفيات، خاصة في ظل توقع موجات برد شديدة قد تؤدي إلى ارتفاع الطلب على خدمات الطوارئ والرعاية الصحية.

 

ارتداء الكمامات والتقليل من الزيارات من الاجراءات الوقائية

ويشير الخبراء إلى أن هذه السلالة الجديدة تختلف عن السلالة المدرجة في لقاح الإنفلونزا السنوي، مما يثير تساؤلات حول مدى فعالية اللقاح الحالي، إلا أن السلطات الصحية تؤكد أنه يبقى أفضل وسيلة للوقاية والتخفيف من المضاعفات المحتملة. كما دعت المستشفيات ودور الرعاية ومراكز كبار السن إلى اتخاذ إجراءات وقائية إضافية، مثل ارتداء الكمامات والتقليل من الزيارات أثناء تفشي الفيروس، لضمان حماية السكان الأكثر ضعفًا.


إضافة إلى ذلك، يمثل الشتاء القارس المتوقع هذا العام عاملًا مضاعفًا للخطر، إذ تؤدي درجات الحرارة المنخفضة والصقيع إلى ضعف جهاز المناعة وزيادة معدلات الإصابة بالالتهابات التنفسية، بما فيها الإنفلونزا. كما يؤدي البرد القارس إلى صعوبة في الحركة والخطر الصحي المرتبط بالتعرض للثلوج والصقيع لفترات طويلة، ما يستدعي حذر السكان واتخاذ تدابير الوقاية الشخصية.


وتشير التوقعات المناخية إلى موجات برد طويلة ومكثفة في شمال ووسط أوروبا، تشمل دولاً مثل ألمانيا، النمسا، السويد والنرويج، مما قد يضاعف الضغط على المستشفيات، خصوصًا إذا تزامن تفشي الفيروس مع حالات نزلات برد شديدة وحوادث مرتبطة بالثلوج والجليد.


في هذا السياق، دعا مركز الوقاية الأوروبي الجميع إلى أخذ التحصينات والالتزام بإجراءات الوقاية الشخصية، مثل غسل اليدين بانتظام، ارتداء الكمامات في الأماكن المزدحمة، وتجنب الاختلاط المباشر مع المصابين. وشدد الخبراء على أن التكامل بين التطعيم والاحتياطات الوقائية، بالإضافة إلى مراقبة الأحوال الجوية، سيكون المفتاح للتعامل مع هذا الشتاء الصعب، الذي قد يشهد مزيجًا خطيرًا بين موجات إنفلونزا مبكرة، سلالة H3N2 الجديدة، وبرودة قارسة قد تؤثر على صحة ملايين الأوروبيين.
 




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب