صيدلية الشعر.. القصيدة إلى وصفة علاجية فى معرض الشارقة للكتاب

السبت، 15 نوفمبر 2025 08:30 م
صيدلية الشعر.. القصيدة إلى وصفة علاجية فى معرض الشارقة للكتاب صيدلية الشعر

رسالة الشارقة أحمد منصور

في زاوية مضيئة من أجنحة معرض الشارقة الدولي للكتاب، يتجمع الزوار أمام فكرة تبدو للوهلة الأولى غريبة، وهى "صيدلية الشعر"، هنا لا تصرف مسكنات أو مضادات حيوية، بل تقدم نصوص شعرية على هيئة جرعات علاجية، تحمل معاني الطمأنينة والبهجة والإلهام، هي مساحة للشفاء بالكلمة، حيث يصبح الشعر بديلاً للدواء، وجسرًا صغيرًا يعيد للروح اتزانها.

الوصفات الطبية بالأبيات الشعرية
الوصفات الطبية بالأبيات الشعرية

شاعرة من غرفة الطوارئ

وراء هذه التجربة تقف الشاعرة والإسعافية البريطانية ديبورا ألما، التي اشتهرت في بلادها بلقب "الشاعرة الإسعافية"، سنوات طويلة قضتها في أقسام الطوارئ تعالج آلام الجسد، قبل أن تكتشف أن ثمة جراحًا لا تلتئم إلا بالكلمة، وأن القصيدة يمكن أن تفعل ما لا تفعله المهدئات، وتهدئ اضطراب الروح، وتمنح الذاكرة فرصة للتنفس.

صيدلية الشعر
صيدلية الشعر

من سيارة إسعاف قديمة إلى عيادة متنقلة للكلمات

تعود بذور المشروع إلى عام 2011، حين اشترت ديبورا سيارة إسعاف تعود للسبعينيات، وحولتها إلى "عيادة شعرية" متنقلة، وطافت بها المدن البريطانية، تدخل المدارس والمكتبات والمهرجانات، حاملة قصائد محفوظة داخل قوارير صغيرة تشبه عبوات الدواء.
كان الزائر يصف لها حالته، فتكتب له "روشتة شعرية"، يخرج بعدها بابتسامة خفيفة، أو بدمعة مغايرة، أو بشعور أن هناك من يفهمه.

اليوم، وبعد أكثر من عشر سنوات على انطلاق الفكرة، تقف ديبورا بين جمهور عربي واسع في الدورة الـ44 من معرض الشارقة الدولي للكتاب، وهى تؤمن أن الأدب قادر على أن يعبر اللغات والثقافات، لأنه يخاطب الإنسان مباشرة.

صيدلية الشعر بمعرض الشارقة للكتاب
صيدلية الشعر بمعرض الشارقة للكتاب

 

وصفات شعرية للسعادة والطمأنينة

عند دخول "صيدلية الشعر"، يجد الزائر أمامه علبًا طبية صغيرة تحمل مسميات لافتة "شرارة الإبداع، طاقة البهجة، دواء الأرض، مساحة الأمان، رسائل من القلب، رحلة اكتشاف الذات".

داخل كل علبة، قصائد مختارة بعناية من ثقافات ولغات مختلفة، بعضها يوقظ الضحكة، وبعضها يفتح باب التأمل، وبعضها يلمس جرحًا قديمًا برقة شاعر.
الزوار يفتحون العلب بدهشة، يلتقطون الصور، يضحكون أو يصمتون للحظة كمن وجد جرعة شعر تناسب روحه.

الشعر كأداة للتوازن النفسي

تقول ديبورا ألما، التي تدرس اليوم الكتابة الإبداعية وتحرر مختارات شعرية في مجلات عالمية "الشعر قادر على تغيير المزاج، وعلى فتح نافذة أمل في أصعب اللحظات، حين تقدم الكلمات بروح محبة، تتحول إلى علاج نفسي يعيد إلينا توازننا الداخلي".

هكذا تتحول فكرة بسيطة إلى مشروع إنساني، يذكرنا بأن الأدب ليس ترفا ولا تزيينا للحياة، بل حاجة أصيلة لحمايتنا من الضجيج والتشتت، وفي معرض الشارقة الدولي للكتاب، تبدو صيدلية الشعر في مكانها الطبيعى، حيث يلتقي الكتاب بالإنسان، وتتحول الكلمة إلى فعل شفاء، ويتجلى الأدب في أجمل أشكاله: معنى يلمس القلب، ويعينه على المضي.

أدوية الشعر
أدوية الشعر

 

 




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب



الرجوع الى أعلى الصفحة