ما يقوله كتاب الخروج إلى النور عن اللغة المصرية القديمة

الأحد، 02 نوفمبر 2025 12:00 ص
ما يقوله كتاب الخروج إلى النور عن اللغة المصرية القديمة غلاف كتاب الخروج إلى النور

أحمد إبراهيم الشريف

صدر حديثا كتاب الخروج إلى النور للدكتور أحمد سمير سعد، عن دار المعارف، وقد تناول عددا من القضايا المهمة بالحضارة المصرية القديمة والتي تكشفها عناوين الفصول:  الذكاء الصناعي يقرأ الهيروغليفية، المومياوات تكتب التاريخ، خلف جدران الهرم، استنطاق أوراق البردي.

 

ومما ورد في الفصل الأول:

يعود تاريخ الهيروغليفية إلى3200  عام قبل الميلاد ويظن البعض أنها نشأت مستقلة إلا أن البعض يعتقد أنها تأثرت بالسومرية السابقة عليها، ويُعتَقد أنها بدأت لغة رمزية، تتكون من رموز وعلامات تعبر عن العالَم الواسع ومجرياته>

ثم طورت أبجدية خاصة بها مكونة من 24 حرفًا ساكنًا، لم تعرف الهيروغليفية الحروف المتحركة إلا أن القبطية وهي صورة متأخرة من صور المصرية القديمة عرفتها، ازدهرت الهيروغليفية لقرون طويلة ولكن نظرًا لتغير الظروف التاريخية لم يعد استخدام الهيروغليفية شائعًا بحلول القرن الرابع قبل الميلاد وصارت مقصورة في الغالب على الكهنة والطقوس الدينية.ويعود آخر نص معروف مكتوب بالهيروغليفية إلى القرن الخامس الميلادي.

أما الديموطيقية فقد تطورت من الهيراطيقية وهي صورة من الهيراطيقية وهي صورة مبسطة من الكتابة الهيروغليفية، تُكتَب بحروف متصلة. نُقِشَت الهيروغليفية على جدران المعابد وحملت تاريخ مصر القديمة وأحداث الحضارة المصرية القديمة الكبرى، وشاعت الهيراطيقية (الكهنوتية) في البرديات والمراسلات والأدبيات، لذا مَثَّلت رافدًا مهمًّا لفهم تفاصيل الحياة اليومية في مصر القديمة، وكما أشرنا فقد انحدرت الديموطيقية من الهيراطيقية وشاعت بين القرنين الخامس قبل الميلاد والخامس الميلادي.

‫ ربما اندثرت الهيروغليفية لما يزيد عن الألف عام إلا أن اللغة المصرية القديمة ظلت حية بصورة أو أخرى في اللغة القبطية، التي لم تختفِ تمامًا حتى عندما بلغ انحسارها أكبر ما يكون في القرن الثالث عشر الميلادي، إذ ظلت حية في الشعائر الكنسية القبطية.في واقع الأمر ليست القبطية إلا صورة أحدث من اللغة المصرية  القديمة، سادت في العصور المسيحية، وضمت إليها عددًا من كلمات اليونانية القديمة، كما كُتِبت بحروف اليونانية الأربعة والعشرين مضافًا لها ستة حروف من الديموطيقية لتمثل أصواتًا تفتقدها اليونانية.

تنحدر كلمة قبط من الكلمة اليونانية Aiguptios التي تعني مصري، وقد استعملها العرب بعد أن دخلوا مصر للإشارة إلى أهل البلاد الأصليين المسيحيين. ويقال إن للكلمة اليونانية أصلًا في اللغة المصرية القديمة، هو كلمة «قمت» والتي تعني الأرض السوداء. فأرض مصر سوداء  خصبة، غنية بالطمي.

‫ لم تكن الهيروغليفية لغة بسيطة أو سهلة فقد احتوت على ما يزيد عن سبعمائة شكلًا، وربما كان هذا وراء اعتقاد  ساد لفترة طويلة، رأى أن هذه الأشكال ليست إلا رموزًا مكتوبة تشير إلى أشياء وأفكار لكنها لا ترتبط مباشرة بأي صوتيات. وليس أدل على شيوع هذا الاعتقاد من تصديق «شامبليون» نفسه له، حتى تغير رأيه بناء على براهين جديدة ظهرت له وقتها ومكنته من حل شفرة اللغة المصرية القديمة.

فإلى جانب الأشكال التي تعبر عن حركة صوتية واحدة تمثل الأربعة والعشرين حرفًا ساكنًا، نجد في الهيروغليفية أشكالًا تعبر عن حركتين صوتيتين أي حرفين متعاقبين كما نجد أشكالًا  تعبر عن حركتين صوتيتين أي حرفين متعاقبين كما نجد أشكالًا تعبر عن ثلاث حركات صوتية أي تمثل ثلاثة حروف متعاقبة، وإلى جانب ذلك نجد علامات تمثل مكملات لفظية، تُكتَب في نهاية الكلمة لتحدد معناها  أو تؤكد مدلولها وهي لا تُنطَق عادة، كما نجد أيضا رموزًا تُعبر عن فكرة ما أو تمثل شيئًا ما، لا يمكن اعتبارها كلمات محددة، إذ يشير الرمز أو الشكل في هذه الحالة مباشرة إلى الشيء المعني أو الفكرة المقصودة. هذا إلى جانب أشكال ورموز ما هي إلا تعاويذ تهدف إلى الحماية ودفع الضرر وجلب الخير وأشكال ورموز تشير إلى أعداد ووحدات حسابية. 

تُقرأ الهيروغليفية من اليمين إلى اليسار أو من اليسار إلى اليمين بحسب اتجاه الأشكال والرموز فإذا احتوت الرسوم على سبيل المثال على أشكال لرأس إنسان أو طائر وكان وجه الإنسان أو الطائر يتجه إلى اليمين، نقرأ من اليمين إلى اليسار، وإذا كان يتجه  إلى اليسار نقرأ من اليسار إلى اليمين. أما إذا جاءت الكتابة عمودية فإننا نقرأ من الأعلى إلى الأسفل، مع مراعاة اتجاه الأشكال كذلك، فإذا اتجهت إلى اليمين، قرأنا من الأعلى إلى الأسفل مع البدء من العمود الواقع إلى اليمين والعكس بالعكس.

الخروج النور
الخروج النور

 




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب