حذرت دراسة جديدة من فقدان الفراشات، رمز الجمال والتنوع فى الطبيعة، ألوانها الزاهية تدريجيا بسبب إزالة الغابات وتحويلها إلى مزارع صناعية، بعد رصد ظاهرة غير مسبوقة في البرازيل، حسبما قالت صحيفة إنفوباى الأرجنتينية.
وأشارت الصحيفة إلى أن الدراسة التي أجريت في ولاية إسبيريتو سانتو قادها الباحث والمصور روبرتو جارسيا روا، وكشفت أن فقدان الغطاء النباتي الطبيعي لا يغير فقط شكل البيئة، بل يؤثر أيضًا في التنوع اللوني لأجنحة الفراشات التي تعيش فيها، ففى الغابات الأصلية تنتشر ألوان نابضة بالحياة من الأحمر والأخضر والأزرق، بينما تسود في المزارع الصناعية درجات باهتة من الرمادي والبني.
وقال جارسيا روا في تصريح لوسائل إعلام برازيلية: ألوان الفراشات ليست مجرد جمال بصري، بل نتاج ملايين السنين من التطور، حين تُستبدل الغابات بمزارع متجانسة، تفقد الطبيعة جزءًا من روحها.
وبحسب الدراسة، انخفض عدد أنواع الفراشات من 31 نوعًا في الغابات الأصلية إلى 21 نوعًا فقط في المناطق المتدهورة، ما يعني أن الأنواع الزاهية كانت أولى الضحايا. ويُعرف هذا التغير بين العلماء باسم فقدان اللون، وهو مؤشر خطير على تراجع التنوع الحيوي.
ويؤكد علماء البيئة أن هذا التحول لا يقتصر على فقدان الجمال، بل يمثل إشارة إلى خلل بيئي عميق، إذ ترتبط الألوان الزاهية بوظائف بيولوجية مثل جذب الشركاء في موسم التزاوج والتخفي من المفترسات.
وتشير الأبحاث إلى أن الأسباب وراء هذا التدهور تشمل إزالة الغابات، والاستخدام المكثف للمبيدات، وتغير المناخ، إضافة إلى اختفاء النباتات الأصلية* التي تعتمد عليها الفراشات في التغذية والتكاثر.
ورغم الصورة القاتمة، تحمل النتائج بصيص أمل، إذ أظهرت دراسات في الأمازون أن المناطق التي استعادت غطاءها النباتي بدأت تشهد عودة تدريجية للألوان الزاهية على أجنحة الفراشات.
واختتم سبانيول بالقول: ما زال لدينا وقت لإعادة الحياة إلى ألوانها، لكن إن لم نتحرك الآن، سيغدو البهتان هو اللون الوحيد الذي تعرفه الطبيعة.