اعترف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أمس الإثنين بدولة فلسطين رسميًا، وجاء ذلك خلال كلمته بمؤتمر حل الدولتين الذي انعقد في الأمم المتحدة، وخلال كلمته اقتبس الرئيس الفرنسي إحدى مقولات الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش، حيث قال: "على هذه الأرض ما يستحق الحياة، على هذه الأرض سيدة الأرض، أم البدايات أم النهايات، كانت تُسمّى فلسطين، صارت تُسمّى فلسطين، سيدتي: أستحق، لأنكِ سيدتي، أستحق الحياة"، وفي ضوء ذلك نستعرض لمحات من حياة الشاعر الكبير الراحل.
لمحة من حياة الشاعر محمود درويش
يعد الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش، الذي ولد في 13 مارس عام 1941م، أحد أبرز الأصوات الشعرية التي عبّرت عن القضية الفلسطينية وحملت معاناة الشعب الفلسطيني إلى العالم من خلال شعره.
كتب محمود درويش أول قصيدة له في سن مبكرة جدًا، وسجل اسمه بحروف من نور في ديوان الشعر العربى واحتل مساحة كبرى من الذائقة العربية الشعرية حتى وفاته في مشورع لعبت فيه القضية الفلسطينية الدور الأكبر وجعلته في القلب لدى جمهور الشعر العربي.
كتب محمود درويش أكثر من 30 ديوانًا شعريًا ونشر العديد من المقالات التى تتناول قضايا الوطن والغربة والهوية، واستخدم اللغة بأسلوب مبتكر يجمع بين البساطة والعمق، مما جعل شعره مفهومًا وقويًا في آن واحد، ومن أشهر قصائده "سجل أنا عربي"، و"جدارية"، و"عاشق من فلسطين"، و"على هذه الأرض ما يستحق الحياة"، و"أحن إلى خبز أمي".
لم يكن محمود درويش مجرد رجل يملك موهبة الشعر، لكنه كان يحمل قضية كاملة لأمة مظلومة، تعرضت لمحنة طال وقتها، تخلى عنها الكثيرون، وشكك البعض فى وجودها أصلًا، لكن الله قيض لها أبناءها، يسجلون حالها ومعاناتها بالشعر والسرد، وكان محمود درويش أول الموهوبين الذين جعلوا قضية فلسطين عالمية يعرفها القاصى والدانى.
توفي محمود درويش في 9 أغسطس 2008 في هيوستن، تكساس، إثر مضاعفات عملية جراحية في القلب، دفن في مدينة رام الله، حيث لا يزال قبره مزارًا لعشاقه من كل مكان، تظل ذكرى محمود درويش حية في قلوب محبيه، ويستمر شعره في إلهام الأجيال والتعبير عن أحلام وآلام الملايين.