يواصل الأزهر الشريف، توسعه التعليمي بشكل يثير الغبطة ويزيد الطموح في المزيد الكليات والتخصصات والمعاهد العليا في جميع التخصصات، وشمل هذا العام قرار موفق ومرجو بإنشاء كليتي (الطب البيطري- الذكاء الاصطناعي والحاسبات)، بالإضافة لكليات إسلامية ولغوية في 3 مناطق، ولا سيما كليات البنات التي تنشر الوسطية وتؤهل بنات مصر للوسطية، ما يجعلنا نرفع القبعة لصاحب الفضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، فعصر فضيلته هو عصر المؤسسية.
أشرت في مقالي السابق المعنون بـ "رجال حول الإمام"، إلى مؤسسية العالم الجليل والإمام الفاضل إلى ذلك، حيث قصد في بعضه المؤسسية ومن يقف مع "الطيب" ويعاونه فعليا وليس كلاميا، فهو الرجل الذي يقدم خط صعود لعمائم بتراتبية منظمة في صمت، يعرف كل منهم كيف يؤدي دوره، واستعرض المقال إشارة إلى ما نحتاجه من ترتيب لقطاع الدعوة، ونواصل الكتابة عن المجموعة والمنظومة الأزهرية تعزيزا للوسطية ودعما لمصر، ودعم الأزهر و الانضواء تحت لوائه والعمل الفعلي معا.
وعقب نشر مقالي السابق "رجال حول الإمام"، تلقيت عددا من الاتصالات والنقاشات، حول عدة موضوعات منها: لماذا لم تتحدث عن الجامع الأزهر والأروقة العلمية.. لماذا لم تستعرض جهود بيت العائلة المصرية.. وأخيرا هاتفني أحمد أبناء الأزهر الشريف السيد نصر المرسي العمدة في محافظة الدقهلية مبديا إعجابه بالمقال الذي يوقر الإمام الأكبر ويبلور قيادته للمؤسسات الدينية ووجوب التنسيق فعليا تحت راية فضيلته، ووجه سؤالا حول جانب آخر، قائلا: ما هو موقف الكليات الجديدة من التعيين معيدين وفي شتى المجالات، مشيرا إلى كلية التربية الرياضية للبنات التي خرجت عددا من الدفع دون تعيين خريجة واحدة، في إشارة إلى دفعة كريمته "ندى نصر المرسي"، نفس السؤال وجهه إمبابي أحمد سلامة، أحد قراء المقال السابق، في إشارة إلى دفعة زوجته "آلاء أكرم طلبة الورداني الجمل"، وكليهما حاصلتين على تقدير ممتاز + الماجستير، وأضيف إلى سؤال "العمدة نصر المرسي عمدة قرية الصفا دقهلية"، والقراء الآخرين وبعض قيادات بالمؤسسة الدينية العريقة، وهو تواصل يعكس نبض الشارع: أين تعيينات معاهد مقيمي الشعائر والمعاهد الأخرى والصحية والمحاسبية والإدارية التي ابتكرت في عهد (إمام المؤسسية والمؤسسات الإمام الطيب)؟.
وهنا أود أن أشير إلى عدة أمور، كالتالي..
1 - أن المؤسسة الأزهرية هي الراية النقية التي ترفرف في قلوب المصريين وبمجرد كتابة مقال هو الأزهر وفضيلة الإمام الأكبر لفت الانتباه واسترعى اهتمام المصريين حبا وودا وتقديرا.
2 - ما كتبناه كان يقصد منه: من هم رجال الإمام الحقيقيين وهل ينسقون مع الأزهر.. هل يستعينون برجاله؟، هل يعينون الخريجين من جامعة الأزهر ومعاهد الأزهر؟، مستوى التنسيق وحقيقته تنفيذيا؟.
3 - لم نتجاهل بيت العائلة المصرية، ولم نتجاهل الأروقة الأزهرية التعليمية والجامع الأزهر، فكلاهما درة تاج نجاحات المؤسسة الدينية وإدارة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، بل يجب أن نفرد حلقات تتحدث وتستعرض نجاحات الجامع الأزهر الشريف علميا ونشر الأروقة للعلوم الوسطية واللغة العربية وشهر رمضان الماضي شهد ضجة وفرحة بشباب الأزهر الذين أموا المصلين بدعم من الإمام الأكبر وحضور وكيله، وجهود من المشرف على الأروقة الدكتور عبدالمنعم فؤاد، ويوازيه جهود بيت العائلة المصرية، بيت كل المصريين ودوره الذي انتقل من إخماد الحرائق عقب أحداث 20211، إلى تعزيز الوطنية والتلاحم، ويجدر الإشارة إلى جهود اللواء الدكتور محسن الفحام الذي ينبض عقله وفكره وعمله بالوطنية، محملا بإرث جده الأكبر صاحب الفضيلة محمد محمد الفحَّام الإمام الأكبر وشيخ الجامع الأزهر الأسبق (1894 - 1980 م)،ونرجئ الحديث عن الأروقة ومشرفها وعن بيت العائلة وجهود القائم عليه، لما بعد الحديث عن اللجنة العليا للدعوة والدور المرجو لرجال حول الإمام.
4 - نشير إلى التقدير والشكر لفضيلة الإمام الأكبر على التوسع العلمي والمؤسسي الفكري والعلمي والتعليمي، ونضع أمام فضيلته أسئلة خاصة بتوظيف الكوادر الخريجة من معاهد الشعائر والمعاهد المستحدثة وكلية التربية الرياضية للبنات وكل المستحدثات، حتى لا تكون مؤسسات بلا مخرجات.
5 - نطمح في أمرين، الأول: تأسيس كلية العلاج الطبيعي في جامعة الأزهر وإطلاقها في أقرب وقت ممكن، الثاني: افتتاح عدد من الكليات في كل محافظة تناغما مع اتجاه الدولة العلمي والتعليمي والتوسع في الأقسام وتحويل ما يستحق إلى كليات مثل البترول والتعدين.