يستعد بيت الشعر العربى، بإدارة الشاعر سامح محجوب، على مدار يومى 17 و18 مايو لتقديم (ملتقى بيت الشعر العربى الأول.. للنص الجديد)، ويدعو فيه 50 شاعرًا، تحت سن الأربعين من جميع ربوع مصر، وذلك للمشاركة فى الملتقى، ويقوم "اليوم السابع" بنشر قصائد الشعراء تباعًا..
خبيئة.. لـ محمد هشام
ـــــــــــــــــــ
أحفرُ في الشارع
أحفر خلف البيت
وأحفر تحت سريري..
القصة بدأت من سبعة أعوام
حين دببتُ يدي في أحشائكِ
وقبضتُ بكفي صوتكِ
وتركتُ الجثة خرساء..
ركضتُ
وركضوا خلفي
صوتكِ في جيبي
راوغتُ الحراس
خشيتُ من الوثبة أن يَسقط مني ويضيع
حفرتُ ولا أذكر أين
وخبأتُ الكنز المُبتلَّ بدمه..
وفررت..
وها أنا ذا بعد سنين سبع
أتمزق
ويدور المنشار الآليّ بصدري
يعملُ في لحمي
أحفرُ
في كل مكان..
لا بد وأن الصوت نما
وتجذّر في التربة
أينع باللأْلاءِ الأحمر
وتضوّع
لا بد وأن الصوت يغني الآن:
"أحبك يا رجلي"
لا بد وأن الصوت امتزج بطينته
وامتدت أنسجة في بطن الأرض
فتلتئم الحنجرةُ
ويتكون قلب وضلوعٌ
رئتان كأنهما مِدفأتان
تفور سِيالات الحرية في الأعصاب
فتتمدد ساقان/ عمودَا ضوءٍ..
في الأعلى:
يختمر الوجه رخاما مقدودا من جبل ذهبيٍّ..
لا بد وأن الصوت اكتمل الآن
وصار أنيقا في رقدته
لكن.. أين؟
كسَرتُ بِلاطات البيت
نزعت الرملَ
نبشت الجدرانَ وأخرجت خراطيمَ الأسلاك
ولا شيء..
ألا أحفر في روحي؟
لكني لا أقوى
لا أحتمل ثقوبا أخرى
شيءٌ في رأسي يدفعني
يجعلني أمشي نحو المطبخ
أستل السكينَ
وأطعنُني
أصرخ
تهتز الأطباق من الآهة
ما هذا؟
لست أصدق أذنيَّ!
هنالك من يتكلم في داخلي
يُدندنُ
أمتشقُ الإبرةَ والخيط وأُغلقُ
حتى أحبس صوتكِ فيّ
أسير به
آكل وأنام
وأفرح
ما هذا؟!
أتعجب!
توجد أغصان تنبتُ في ساقيّ وفخذيّ
إلى بطني.. رأسي.. وذراعيّ
..
أنا أتحول شجرة

محمد هشام
محمد هشام
صدر له: ثم لم يأتنا الماء، عاريًا من ضعفه ورتابة الإنشاء، ممالك بين اللحم والعظم.
حصل على: جائزة مجلة دبي الثقافية، وجائزة السفير عبد الله القرشي.