يولى اللواء هشام أبو النصر، محافظ أسيوط، اهتمامًا كبيرًا بالحرف والصناعات الصغيرة، إدراكًا لأهميتها فى دعم الاقتصاد المحلى وتوفير فرص عمل للشباب والمرأة، خصوصًا فى القرى والمراكز ذات الموارد والإمكانات التى تحتاج إلى تنمية مستدامة.
وتُعد مبادرة تشغيل المجمع الصناعى الحرفى بقرية الشامية بمركز ساحل سليم واحدة من أبرز المشروعات التى تعكس هذا التوجه. فقد افتتح المحافظ مؤخرًا مشغل الخياطة والتطريز التابع للمجمع، والذى أُقيم بتكلفة 40 مليون جنيه. يضم المشغل تجهيزات متطورة تشمل ماكينات خياطة، سرفلة، عراوى، تركيب أزرار، مقص كهربائى، ومكواة بخار. وتم تدريب عدد من الفتيات للعمل فيه بهدف تمكينهن اقتصاديًا وتطوير مهاراتهن الحرفية.
وأكد اللواء هشام أبو النصر محافظ أسيوط، أن المحافظة تدعم تشغيل المجمع وتسويق منتجاته من المشغولات اليدوية والملابس وغيرها، من إنتاج الفتيات والسيدات والأسر المنتجة، بما يحقق التنمية الاقتصادية والاجتماعية. وأوضح أن المجمع يهدف كذلك إلى إحياء الصناعات التراثية المميزة لقرى مركز ساحل سليم، مثل صناعة الخزف والفخار، والسجاد اليدوى، وتجفيف الفواكه، ومنتجات الرمان، والتى تُعد من العلامات البارزة فى الحرف المحلية.
وقالت داليا تادرس مدير فرع هيئة تنمية الصعيد بأسيوط أن المحافظة زودت المجمع بـ16 ماكينة خياطة جديدة، إلى جانب افتتاح قسم خاص لإنتاج الأحذية. كما جرى التخطيط لإقامة معرض دائم لمنتجات الأسر المنتجة بأسعار مناسبة، وتوفير تدريبات عملية للعمال من خلال مديرية القوى العاملة بالمحافظة. وقد وجّه المحافظ بتخصيص جزء من المجمع لتوزيع الملابس المستعملة التى يتم التبرع بها على الفئات الأكثر احتياجًا، فى مبادرة إنسانية تُظهر التكافل المجتمعى، واضافت تادرس، أنه إلى جانب دعم المجمعات الصناعية، يعمل المحافظ على تطوير المناطق الحرفية الأخرى بالمحافظة، مثل منطقة عرب المدابغ، من خلال تحسين البنية التحتية، وتوفير الخدمات الأساسية، وتشغيل مراكز الشباب، وتشجيع إقامة الورش الحرفية. هذا التوجه يهدف إلى خلق بيئة ملائمة للحرفيين تُمكّنهم من تنمية مشروعاتهم ومهاراتهم، ويبرز اهتمام المحافظ كذلك بعدد من الحرف التراثية والمميزة التى تشتهر بها محافظة أسيوط، مثل حرفة "التلي" التى تعتمد على تطريز الأقمشة بالخيوط المعدنية وتُعد من الفنون اليدوية النادرة التى تمثل الهوية الثقافية لصعيد مصر. كما يدعم "الكليم العدوي"، وهو نوع من السجاد اليدوى المصنوع فى قرية العقال البحرى بمركز البدارى، ويشتهر بجودته العالية وزخارفه المميزة.
وأضافت داليا تادرس، أنه لم يقتصر الاهتمام على الحرف التقليدية فحسب، بل شمل أيضًا مشروعات حديثة مثل "إنتاج شتلات الفوم"، وهى إحدى الصناعات الصغيرة المستحدثة التى تخدم مشروعات الزراعة والتجميل والديكور، وتوفر فرص عمل مبتكرة للشباب. ويحرص المحافظ على دعم هذه الأنشطة من خلال توفير التدريب اللازم، وتسويق المنتجات فى المعارض المحلية، وربطها بالمشروعات القومية والمبادرات الرئاسية مثل "حياة كريمة"
وقال هشام ابو النصر محافظ اسيوط، أن الدولة تضع ضمن أولوياتها تمكين الشباب والمرأة من خلال دعم الصناعات الصغيرة والمتناهية الصغر، وتنمية التكتلات الاقتصادية بالقرى والمراكز، وذلك ضمن رؤية مصر 2030 للتنمية المستدامة. كما شدد على أهمية الاستفادة من الموارد الطبيعية والبشرية التى تتمتع بها أسيوط، من أجل تحويلها إلى فرص استثمارية حقيقية.
وفى إطار دعم العملية التعليمية وربطها بسوق العمل، يولى المحافظ اهتمامًا خاصًا بطلاب التعليم الفنى، باعتبارهم النواة الأساسية لنهضة الصناعات الصغيرة. فقد وجّه إلى تعزيز التعاون بين المدارس الفنية والمجمعات الصناعية الحرفية، من خلال برامج تدريب عملى داخل المشاغل والمصانع الصغيرة. كما يجرى التنسيق مع مديرية التربية والتعليم لتحديث المناهج بما يتوافق مع متطلبات السوق، وتوفير ورش تدريبية حديثة داخل المدارس الفنية.
وتأتى هذه الخطوات بهدف إعداد جيل مؤهل يمتلك المهارات الفنية والعملية اللازمة للعمل والإنتاج فى مجال الحرف والصناعات الصغيرة، مما يسهم فى تقليل نسب البطالة وتعظيم الاستفادة من طاقات الشباب. ويحرص المحافظ على دعم المبادرات الطلابية والمشروعات الصغيرة التى يطلقها طلاب التعليم الفنى، وتشجيعهم على المشاركة فى المعارض المحلية التى تُبرز مواهبهم ومنتجاتهم.
تعكس هذه الجهود حرص الدولة على تحقيق نقلة نوعية فى قطاع الحرف والصناعات الصغيرة بمحافظة أسيوط، من خلال تقديم كافة سبل الدعم الممكنة، وتشجيع الابتكار، والمحافظة على التراث الحرفى، بما ينعكس إيجابًا على الاقتصاد المحلى ويوفر حياة كريمة لآلاف الأسر.

جانب من الأعمال

جولات المحافظ
.jpg)
دعم الحرف والصناعات الصغيرة أولويّة للتنمية فى أسيوط
.jpg)
دعم الحرف والصناعات الصغيرة أولويّة للتنمية فى أسيوط

دعم الحرف والصناعات الصغيرة أولويّة للتنمية