روسيا صامدة فى وجه الغرب بعد عامين من حرب أوكرانيا.. نيويورك تايمز: أمريكا لم تنجح فى فرض العزلة على موسكو.. والاقتصاد الروسى ينجو من ضربات "العقوبات" ويحقق نموا.. بوتين عزز علاقاته الدولية ونفوذه زاد بالعالم

السبت، 24 فبراير 2024 01:00 م
روسيا صامدة فى وجه الغرب بعد عامين من حرب أوكرانيا.. نيويورك تايمز: أمريكا لم تنجح فى فرض العزلة على موسكو.. والاقتصاد الروسى ينجو من ضربات "العقوبات" ويحقق نموا.. بوتين عزز علاقاته الدولية ونفوذه زاد بالعالم الحرب بين روسيا وأوكرانيا تكمل عامها الثانى
كتبت ريم عبد الحميد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أكملت الحرب بين روسيا وأوكرانيا عامها الثانى، فى الوقت الذى يستمر فيها القتال وتتواصل فيه المعارك الدبلوماسية والسياسية لكل طرف فى سبيل تأمين الانتصار. وبات الأمر المؤكد خلال هذه الفترة أن روسيا، وإن لم تحقق الانتصار بعد، قد نجت من محاولات الدول الغربية لمحاصرتها.

وقالت صحيفة نيويورك تايمز إنه عندما نفذت روسيا غزو أوكرانيا فى 24 فبراير 2022، فعلت إدارة بايدن هجوما دبلوماسيا كان له أهمية بقدر إسراعها فى نقل الأسلحة للجيش الأوكرانى. وسعت الولايات المتحدة، معتمدة على العقوبات الاقتصادية والدعوة إلى دفاع جماعى عن النظام الدولى، إلى معاقبة روسيا بمزيد من الألم الاقتصادى والنفسى السياسى، وكان الهدف رؤية الشركات والدول تقطع علاقتها مع موسكو.

 لكن بعد عامين، لا يعانى بوتين من العزلة مثلما كان يأمل المسئولون الأمريكيون، كما أن قوة روسيا المتأصلة، التى تمتد جذورها إلى إمداداتها الهائلة من النفط والغاز الطبيعى، كانت سببا فى تعزيز قدرتها المالية والسياسية على الصمود التى تهدد بصمود المعارضة الغربية للحرب. وفى أجزاء من أفريقيا وآسيا وأمريكا الجنوبية، أصبح نفوذ روسيا قويا كما كان دائما أو حتى فى تزايد. ويبدو أن قبضة على السلطة فى الداخل قوية كما كانت دائما، على حد قول الصحيفة.

 وتذهب نيويورك تايمز إلى القول بأن إدارة بايدن تقول إن روسيا عانت من فشلا إستراتيجيا عميقا، ففى يونيو الماضى، أعلن وزير الخارجية الأمريكى أنتونى بلينكن أن روسيا أكثر عزلة على الساحة العالمية من ذى قبل، وأن الحرب الروسية قد قلصت نفوذ موسكو فى كل القارات.

 لكن بعيدا عن أمريكا الشمالية أوروبا، كان العكس هو الصحيح. فالصين والهند والبرازيل تشترى كميات قياسية من النفط الروسى، وتحصل على الخصومات التى يقدمها بوتين الآن للدول المستعدة لحل محل عملائه السابقين فى أوروبا.  ومع هذه العلاقات الاقتصادية المتنامية جاءت علاقات دبلوماسية قوية، مع بعض أقرب شركاء أمريكا. فزار بوتين بكين فى أكتوبر الماضى، واستضاف وزير الخارجية الهندة فى موسكو فى أواخر ديسمبر. وقبل أسابيع، حظى بوتي باستقبال رحب فى الإمارات والسعودية. كما استع نفوذ روسيا فى أفريقيا أيضا، وفقا لتقرير جديد للمعهد الملكى للخدمات المتحدة فى لندن.

يعلق مايكل كيماج، مؤرخ الحرب الباردة فى الجامعة الكاثوليكية الأمريكية، والذى كان مسئولا بالخارجية الأمريكية فى إدارة أوباما، إن روسيا ليست محاصرة بأى حال من الأحوال، ليست محاصرة سياسيا أو اقتصاديا، وهى تنشر رسالتها بشأن الحرب.

 وبالنسبة لبعض خبراء روسيا، فإن القادة الأمريكيين والأوروبيين لم  يأخذوا تلك الحقيقة فى الاعتبار بشكل كامل.

 ففى مقال بوول ستريت جورنال نوفمبر الماضى، اتهم كلا من  يوجين رومر واندرو فايس، الباحثان بمؤسسة كارنيجى للسلام الدولى، الغرب بالتفكير الوهمى بشأن محنة بوتين، وقالا إن  ما لم يفعله القادة الغربيون بشكل واضح هو مصارحة شعوبهم بشأن ما وصفاه "الطبيعة الدائمة للتهديد الذى تمثله روسيا الرجعية والجرئية".

 على الجانب الاقتصادى، وبرغم العقوبات الغربية الصارمة على مدار عامين، إلا أنها اقتصاد روسيا حقق نموا. وأعلنت الممثلة الرسمية لصندوق النقد الدولي، جولي كوزاك الخميس أن الاقتصاد الروسي حقق معدلات نمو مرتفعة على خلفية العقوبات الكبيرة التي فرضها الغرب، مبينة أن أحجام الإنتاج في البلاد آخذة في النمو.

وردت كوزاك خلال مؤتمر صحفي دوري عقدته على طلب مراسل تاس للتعليق على تأثير القيود الغربية على روسيا الفيدرالية بالقول: "لقد فاجأنا الاقتصاد الروسي حقًا بقوة نموه ومن الواضح أن روسيا لديها الآن اقتصاد حرب، ويرجع ذلك إلى وجود قدر كبير من الإنفاق العسكري في الاقتصاد، مما يساهم في نمو الاقتصاد الروسي".

وأشارت كوزاك إلى ازدياد معدلات نمو الاستهلاك في البلاد. وصرح فلاديمير بوتين، في وقت سابق أن الاقتصاد الروسي في عام 2023 نما بوتيرة أعلى من المتوسط العالمي، حيث نما الناتج المحلي الإجمالي للبلاد بنسبة 3.6%.

ورغم ذلك، إلا أن الغرب ماضٍ على ما يبدو فى سياسة العقوبات، معتمدا على تأثيرها على المدى البعيد. قالت شبكة سى إن إن الأمريكية إن إدارة بايدن ستفرض موجة جديدة من العقوبات على روسيا على أكثر من 500 هدف، ردا على وفاة المعارض الروسى اليكسي نافالنى وعشية الذكرى الثانية لبدء الحرب فى أوكرانيا، بحسب ما أفاد مسئول بالخزانة الأمريكية.

 وكان مستشار الأمن القومى الأمريكى جيك سوليفان قد قال يوم الثلاثاء الماضى إن الإجراءات الجديدة ستكون حزمة جوهرية تغطى مدى واسع من العناصر المرتبطة بقاعدة صناعة الدفاع الروسية ومصادر الدخل للاقتصاد الروسى التى تعزز آلة الحرب.

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة