قرأت لك.. "أولياء كاذبون" حكاية جديدة عن موسى وفرعون والتاريخ

الأحد، 26 مارس 2017 07:00 ص
قرأت لك.. "أولياء كاذبون" حكاية جديدة عن موسى وفرعون والتاريخ غلاف المجموعة
كتب ياسر أبو جامع

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تبدأ المجموعة القصصية المقسمة إلى ١٦ قصة، مرتبطة جميعا فى شخوصها ومكانها، بكشف مأساة البشرية الحقيقية فى تدوين التاريخ، حيث يبدأ الكاتب برؤية تخيلية عن تحضير فرعون ليوم الزينة الشهير الذى يحاول فيه الإله الأعظم "فرعون" أن يهزم ابنه الذى خرج عن طوعه بالسحر داعيا كل السحرة للوقوف فى وجه ابنه بالتبنى "النبى موسى"، بعد أن أعلن عصيانه الكبير صار ذلك يهدد الوجود والسيطرة القوية من الفرعون على الشعب، هذا هو المحور الرئيسى للمجموعة القصصية "أولياء كاذبون" للكاتب مراد ماهر.

 

يدعو فرعون السحرة لكن بطل المجموعة القصصية، وهو أحد السحرة الشباب وأمهرهم، يقرر عدم المثول لهذه الدعوة من قبل الفرعون ويذهب متخفيا ليشاهد ما يحدث بين الإله الأعظم الذى فشل فى جعل ابنه "النبى موسى" يؤمن به، متسائلا كيف لهذا الإله أن يحكم العالم وهو يفشل فى بيته ومع ابنه بالتبنى، ويسرد الراوى الساحر الشاب الأحداث ويتتبعها حتى لحظة غرق فرعون، حيث كان ينظر متعجبا مما تفعله به الأمواج التى تقذف على وجهه ملايين القطع الذهبية، ثم يعود إلى بلدته متأثرا بكل ما رآه، ويقرر أن يبنى معبدا بجزء من أطنان الذهب ويدعو الناس إلى عبادته دون أى معارضة، مستغلا الانفلات الذى حدث وغياب الموهبة القادرة على التحكم فى الناس حتى حين فأصبح الإله "كومانور" واسم بلاده "كومانور" أيضا.

 

وينتقل الكاتب فى سلاسة إلى المستقبل البعيد متحدثا عن الكومانوريين الذين يجدون تحت أنقاض بيت الشيخ "مليم الجلباوى" جدارية منقوش عليها بلغة القدماء رسالة من الرب كومانور إلى عباده القابعين فى السماء محمولة على أجنحة رسوله الملقب "بطائر الرب" والتى يدعوهم فيها إلى عبادته وأن يأتوا إليه طائعين.

 

ويعترف كومانور، الساحر الشاب الذى صار إلها بالصدفة، بأن فكرة دعوة أهل السماء إلى عبادته كانت مزحة فى بدايتها، ولكن الأمر بات واقعا لا يمكنه العدول عنه وأن الناس حولوا فكرته العابثة إلى مشروع قومى وحلم وطنى، وفى هذا يرصد الكاتب بأسلوبه البسيط طبائع الشعوب، وكيف تساق وراء عبث القادة والحكام، وكيف تتحول الخطب الرنانة إلى أحلام قومية تدفع من أجلها الشعوب كل غالى ونفيس.

 

وفى تداخل سردى يجمع بين أهل كومانور القدماء وأهل قرية "كوم نور" يبدع الروائى فى رصد خصائص المجتمع وطبقاته، ويبدو من تذييل كل قصة من القصص الـ١٦ التى تضمها المجموعة، أن الكاتب يتهم التاريخ بتهم عدة بينها عدم نصرة المظلوم، وعبثية التاريخ، وغرقه فى بحور الدم، ناقما على التأريخ المجهول مؤمنا دون ذكر على ما يقوله الشاعر الفلسطينى الكبير محمود درويش: "التاريخ يكتبه المنتصر" فما وصلنا من تاريخ ملىء بالأساطير والخرافة والبطولة المصطنعة يتعرى فى هذه المجموعة الشيقة.

 

تجدر الإشارة إلى أن مجموعة "أولياء كاذبون" صدرت مؤخرا عن دار "تويا " للنشر والتوزيع، وهى تعتبر العمل السردى السادس للكاتب، حيث صدر له سابقا ٣ مجموعات قصصية ورواية وكتاب سردى شعرى بالعامية المصرية.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة