قرأت لك.. خالد عزب يكتب: الفيوم وتراثها فى كتاب جديد

الجمعة، 24 مارس 2017 07:00 ص
قرأت لك.. خالد عزب يكتب: الفيوم وتراثها فى كتاب جديد غلاف الكتاب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

صدر فى طبعة خاصة كتاب "إقليم الفيوم.. دراسة تاريخية أثرية حضارية" من تأليف الدكتور عاطف عبد الدايم، رئيس قسم الآثار الإسلامية فى جامعة الفيوم، والكتاب تنبع أهميته من ندرة المؤلفات حول تراث أقاليم مصر، فضلاً عن ثراء الفيوم بتراث يعود لعصور مختلفة.

المؤلف كشف عن اهتمام القدماء بتسجيل تاريخ الفيوم وتراثها ومنهم أبو عثمان النابلسى الصفدى، حيث سجل مشاهداته عن الفيوم فى العصر الأيوبى فى كتاب بعنوان "تاريخ الفيوم وبلاده" طبع هذا الكتاب فى طبعه نادرة العام 1898م، ثم كشف عن اهتمام كبير فى الغرب بالفيوم، حيث أنجز منذ القرن 19 الميلادى إلى الآن ما يزيد على 50 كتابا بلغات مختلفة.

وذكر عاطف عبد الدايم العديد من الأساطير المرتبطة باسم الفيوم وسببه، ولكنه يعود إلى عصر الدولة الحديثة حيث أطلق على بحيرة فاروق (با_يم) أى اليم أو البحر والتى اشتق منها اسم الفيوم الحالى.

وأطلق عليها "شدت" فى العصور المبكرة وتعنى الجزيرة أو الأرض المستخلصة أو المستخرجة أى التى استخرجت من البحيرة أو انحصرت عنها المياه.

وأطلق الإغريق على الفيوم اسم (كروكو ديلوبوليس) أى مدينة التمساح وعلى إقليم الفيوم اسم (هيلمن) ومعناها البحيرة.

لكن الكثير من المؤرخين على الصعيد الدولى لديهم اهتمام خاص بما يسمى حضارة الفيوم التى تعود للفترة من 8000 إلى 4500 سنة قبل الميلاد والتى تعد بداية العصر الحجرى الحديث فى مصر الوسطى، حيث كان البحر المتوسط إلى شاطئ الفيوم وانحسر فى بداية هذه الحضارة، وقامت حرفة الصيد على الشاطئ الفيضى لبحيرة قارون، وتنوعت حرف الأهالى فعملوا فى الزراعة وصناعة السلال والفخار وكانت ملابسهم من ألياف النبات أو جلود الحيوان.

يروى ديودور الصقلى أن مدينة الفيوم نشأت فى عهد مؤسس الأسرةالأولى نعارمر إذ هاجمته الكلاب قرب بحيرة الفيوم وأنقذه تمساح فأمر بتشييد مدينة (شدت) مقدساً التمساح بمعابد ومقاصير على ضفاف البحيرة.

تتابع اهتمام الفراعنة بالفيوم وكان منهم سنوسرت الثانى الذى قام بإنشاء مدينة كاهون (اللاهون حالياً) على مساحة 35 فدان وكان يحيط بها سور طوله 400م وعرضه 350م، وبنى عندها سوا للتحكم فى المياه  وحجز جزء من فيضان النيل فى منخفض الفيوم، لتحويل مساحة من المستنقعات والأحراش قدرت بسبعة وعشرين ألف فدان لأراضى زراعية تعد حالياً من أنصب أراضى الفيوم، وبنى له هرماً مازال باقياً هناك.

الكتاب الذين بين أيدينا لم يترك شاردة ولا واردة إلا وذكرها عن الفيوم إلى القرن 19م.

وأستطيع أن أضيف له أن الفيوم فى حد ذاتها إذ أُحسن استغلال مقدراتها سيوازى اقتصادها اقتصاديات دوله، فهى منطقة زراعية وصناعية ومنطقة محاجر وبها قدرات سياحية واعدة كمدينة ماضى الفرعونية ومتحف الحيتان وغيرها كثير، كما أن الحرف التقليدية بالفيوم مازالت مزدهرة وتحمل كماً من الابداع يشهد له العالم منذ عصور سحيقة، ويكفينا هنا مجموعة وجوه الفيوم الأثرية، أخيراً أذكر للقراء معلومة غير شائعة ، هى أن الفيوم عرفت فى العصر المملوكى الطباعة بالألواح الخشبية، فقد كان لها مساهمات فى تاريخ وتطور تقنيات الطباعة.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة