قرأت لك.. رواية سألقاك هناك: كيف تعيش المرأة الإيرانية وكيف تحب؟

الخميس، 23 مارس 2017 07:00 ص
قرأت لك.. رواية سألقاك هناك: كيف تعيش المرأة الإيرانية وكيف تحب؟ رواية سألقاك هناك
كتب محمد غنيم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

بين الترحال وتسلق الجبال وفسحات الزمن، مع تنوع الأحداث وتجسيد الشخوص الحية التى تعكس مجتمعا يضج بقضايا ساخنة وتفاصيل عميقة ولغة سردية بسيطة، أصدرت الطبيبة الصحفية رشا سمير رواية جديدة تتضمن نوعا من التوثيق للحياة فى إيران، وكأنها على معرفة تامة بالإيرانيين وعاداتهم حتى فى الحب والعشق.

 

فى روايتها "سألقاك هناك" الصادرة عن الدار المصرية اللبنانية، قدمت الكاتبة رؤية بانورامية حوت تفاصيل دقيقة عن المجتمع الفارسى، إلى الحد الذى يغوص معه القارئ فى متعة التعمق داخل النفوس، والتجول فى الأماكن السردية والعوالم المتخيلة والواقعية معًا، الأمر الذى يمنح النصّ الروائى وجوهًا متعددة للقراءة، وأبوابًا شتى للتأويل، ومناقشة القضايا المتباينة، سياسية أو دينية أو فكرية، لكن تظل بوابة النقد الأدبى والتعامل مع الرواية بوصفها عملًا فنيًا بالمقام الأول، غايتها المتعة، والإشباع الجمالى عبر التشكيل اللغوى والمهارة فى استخدمات تقنيات السرد، التى أجادت المؤلفة التعامل معها.

 

تنتصر "سألقاك هناك" إلى "التشويق" حتى الصفحة الأخيرة، ويظل المتلقى مشدودًا ناحية الحدث، متلهفًا كى يعرف ما سيحدث فيما بعد، محاولًا أن يستبق الذات الراوئية، ويظل هكذا دون أن يصاب بملل، وهو ما يمكن أن نلحظه فيما يلى "ترى.. ماذا ينتظر أمى عند حلول الشهر القادم.. ترى ماذا يدبر لها أبى جعلها تنتفض وتعترض؟"، هنا تجبر الكاتبة القارئ بأسلوبها التشويقى الذكى الاستمرارية فى القراءة كى يحصل على المفاجأة فى الصفحات التالية، وهكذا حتى نهاية الرواية.

 

ومن البنية الأسلوبية إلى القضايا الرئيسية للرواية، تحل هنا وضعية المرأة الإيرانية داخل مجتمع ذكورى محافظ، بالتالى تعانى النساء من إهدار الحقوق وانتشار ثقافة الازدراء.

 

وتأتى الأحداث كاشفة النقاب عن كيفية المعاملة التى تلاقيها الإيرانية، كما تكشف أن ظاهرة زواج القاصرات سمة من سمات المجتمع الفارسى.

 

وبطبيعة الحال، فإن الحديث عن وضعية النساء يستدعى بالضرورة الكتابة عن العادات والتقاليد الإيرانية، ما غذى النص إلى أن يصبح وثيقة كاشفة للمجتمع الفارسى، فمثلا فى الزواج هناك طقوس متبعة، حيث يظل العروسان فى مواجهة الضوء الذى يرمز لبدء حياة زوجية جديدة، كذا طبق الخبز الذى يرمز الرخاء فى حياة العروسين والمكتوب عليه بالزعفران والكمون "مبارك"، إضافة إلى طبق البيض بالمكسرات رمز الخصوبة فى حياة العروسين، راصدة بعض الأعاجيب المرتبطة بالتقاليد، كأن تقول العروس "نظر زوجى فى المرآة الحجرية التى جلبتها أمى وألقى على مسامعى السؤال التقليدى الذى هو من تقاليد بدء ليلة الزفاف: بكم اشتريت المرآة؟ فأجبته اشتريتها بروحى"!.

 

واستنادًا على المشهدية المسيطرة على لغة الرواية، اختتمت الكاتبة الرواية وهى تستبدل بالقلم الكاميرا، ليشاهد القارئ الموقف بمؤثرات الصوت وكأننا امام شريط سينمائى، (أشعر باستغراب شديد لانضمامك لمسيرة تندد بقهر الرجال وتبحث للنساء عن حقوق اغتصبها المجتمع منهن وأنت رجل" رد الشاب عليها بهدوء شديد  وبكلمات غلفها صدق أشد: " النساء هن.. أمى وأختى وغدا لو أراد الله زوجتى وابنتى.. النساء هن سماء ظللت أرض وطنى فأنبتت الزهور وخلقت الحياة" ابتسمت وقالت: أنا "نيلوفر" مد يده إليها وأجاب بابتسامة رشيقة: "وأنا.. يحيى").










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة