في عالم انقلبت فيه الحقائق، وبات سياسية ازدواجية المعايير أسلوب حاكم ونهج القوى العظمى، رغم الصداع الكبير بحقوق الإنسان والديمقراطية، فما يحدث في غزة وما يصدر من نتنياهو استخفاف بالعالم وتحد سافر للقانون الدولى وخير نموذج على هذا العبث العالمى، فيكفى وصف إبادة شعب على أنها تنمية، والتعاطى مع جرائم الحرب والتطهير العرقى على أنه رخاء ورفاهية، فهل هناك عبث واستخفاف أكثر من ذلك..!!
ونموذجا، تصريحات نتنياهو الأخيرة والدعوة إلى المغادرة والتي لا تهدف إلإ إلى تقديم مصطلح مغادرة طوعية كبديل للتهجير القسري، رغم الاستمرار في القتل والقصف والتدمير والتسميم، لذلك يجب الانتباه جيدا إلى هذه الأفعال وتلك المخططات التي تسعى إسرائيل ومن ورائها الولايات المتحدة إلى تقويض الدولة المصرية والعالم العربى، وإضعاف المواقف الداعمة للحقوق الفلسطينية.
والأخطر والذى يجب الانتباه إليه، أن إسرائيل تسعى دائما إلى تصوير مصر كمُعطّلة أو مانعة للمعابر أو لخيارات المدنيين، بدلاً من التركيز على الأوضاع المأساوية في غزة والكوارث التي يرتكبها الاحتلال، والأشد عجبا، أن ترامب وإداراته يسوقون أنهم يريدون الخير لسكان غزة، من خلال ريفيرا غزة.
إذن الخلاصة، إسرائيل لا تتحرك في إطار حسابات التوازن السياسي، بل بالمنطق العسكري، وتحديدًا عبر اتباع سياسة الضغط الأقصى الذي يطال الأرض والإنسان في غزة، لذلك، ما يجري على الأرض يكشف أن الهدف يتجاوز الأسرى والقضاء على حماس، بل يصل إلى إعادة هندسة الصراع بما يتناسب مع رؤية إسرائيل ومخططاتها ليس فى فلسطين فقط بل فى المنطقة ككل، وأن واشنطن وترامب على وجه الخصوص يتعاطل بعقلية تاجر الأعمال ولا يهم الولايات المتحدة إلا النفوذ ودعم نتنياهو بأى شئ بالكذب بالتضليل وهو ما تكشفه ادعاءات التنمية والاستقرار وهم لا يفعلون إلا إبادة وجرائم حرب..