تستعد وزارة الثقافة خلال الفترة المقبلة لافتتاح مشروعها الثقافي الجديد "دار الفن"، الذي يُعد إضافة نوعية إلى منظومة المواقع الثقافية التابعة للوزارة، وصرحًا متكاملًا يجمع مختلف عناصر الفنون والآداب تحت سقف واحد، ويأتي هذا المشروع ليكون منصة إبداعية وملتقى للفنانين والمبدعين والمهتمين بالأنشطة الثقافية والفنية، في خطوة تعكس حرص الدولة على تعزيز البنية التحتية الثقافية وتوسيع رقعة النشاط الفني.
يمتد المشروع على مساحة كلية تبلغ نحو 4000 متر مربع، ليشكل مركزًا ثقافيًا متكاملًا يجمع بين العروض المسرحية والسينمائية والمعارض التشكيلية وورش التدريب والإبداع، بما يسهم في خلق بيئة خصبة للتفاعل بين مختلف أشكال الفنون.
ويحتوي "دار الفن" على مجموعة متميزة من المرافق، من أبرزها: مسرح رئيسي يتسع لنحو 350 مقعدًا، أُطلق عليه اسم الراحل الدكتور علاء عبد العزيز تكريمًا لمسيرته وإسهاماته، وقد زُوّد بأحدث تقنيات الصوت والإضاءة لتقديم عروض مسرحية على أعلى مستوى فني وتقني.
دار سينما متخصصة لعرض الأفلام الفنية والثقافية، بما يتيح للجمهور الاطلاع على التجارب السينمائية المتميزة محليًا وعالميًا، و14 قاعة تدريب مجهزة بشكل متكامل لاستضافة الورش العملية والدورات المتخصصة في مختلف مجالات الفنون، بهدف صقل مهارات الشباب ودعم المواهب الناشئة، بالإضافة إلى قاعتان مخصصتان لعرض الفنون التشكيلية، تُتيحان عرض الأعمال الفنية والإبداعية لفنانين محترفين وناشئين على حد سواء، إلى جانب مرسمين للفنانين والهواة لتطوير إبداعاتهم.
ويضم مشروع دار الفن أيضا، 23 غرفة مجهزة بالكامل لاستضافة الفنانين والضيوف المشاركين في المهرجانات والفعاليات الثقافية، بما يضمن بيئة مريحة ومهيأة للإبداع، كما يولي المشروع اهتمامًا خاصًا بمبدأ إتاحة الفنون للجميع، حيث جُهزت جميع المرافق بتسهيلات كاملة لاستقبال ذوي الاحتياجات الخاصة، تأكيدًا على أهمية الدمج والشمولية في جميع الأنشطة الثقافية.
ويُتوقع أن يشكل افتتاح "دار الفن" نقلة نوعية في المشهد الثقافي، إذ سيصبح ملتقى للفنانين والجماهير، ومساحة رحبة للتبادل الثقافي والإبداعي، تعزز مكانة الثقافة كركيزة أساسية في بناء مجتمع متوازن ومستنير.