أمل الحناوى

رغم "معتقلات نتنياهو" فإن القضية لن تنتهي

السبت، 06 سبتمبر 2025 09:40 ص


( المشهد الأول ) .. الإسبوع الماضي جلس الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فى البيت الأبيض وسط إثنين من كبار مُعاونيه وُهم ( ماركو روبيو _ وزير الخارجية ) و ( ستيف ويتكوف _ المبعوث الأمريكي لشئون الشرق الأوسط ) فى حضور كلاً من ( جاريد كوشنر _ رجل أعمال أمريكي وزوج إبنته ) و ( توني بلير _ رئيس الوزراء البريطاني الأسبق ) و ( رون ديرمر _ وزير الشئون الإستراتيجية الإسرائيلي وهو أمريكي الأصل وحامل الجنسية الأمريكية أيضاً ) .. وتم عقد إجتماع خُماسي مع الرئيس الأمريكي ، كشفت تفاصيله صحيفة الواشنطن بوست عن أنه إجتماع خاص بما تم إعداده من خطة جديدة تحمل عنوان ( The Next Day In Gaza اليوم التالي فى غزة ) ، إستمع ترامب فى هدوء للخطة ، أعلن ثقته فى هذا الخُماسي ووصفهم بأنهم ( بارعون وقادرون علي وضع خطة جيدة وتنفيذها ببراعة ) هز رأسه بالموافقة عليها ، وأعطي إشارة البدء فى التنفيذ ، وهو لا يُدرِك بأنه أعطي إشارة فى تنفيذ جريمة إخراج الفلسطينيين من أراضيهم وتسليمها للأمريكان للإستثمار فيها وبناء عليها أبراج سكنية فارهة ومناطق إقتصادية ، هو بذلك ينسِف الدولة الفلسطينية ، هو بذلك أخذ مالا يستحق وطرد أصحاب الأرض الحقيقيين رغم وجود قرارات الشرعية الدولية الصادرة عن الأمم المتحدة التى تحفظ الحق الفلسطيني بالحصول علي دولة فلسطينية مُستقلة على حدود ما قبل ( ٥ يونيو ١٩٦٧ ) وعاصمتها القدس الشرقية

_ ( المشهد الثاني ) .. صحيفة هآرتس الإسرائيلية وكأنها تُكمل ما بدأته صحيفة الواشنطن بوست كشفت عن المخطط الإسرائيلي الجديد فى غزة وقالت الآتي نصاً ( النازحون من مدينة غزة سيستلمون أرقاماً بدلاً من أسماءهم عند دخول معسكرات أطلقوا عليها "معسكرات سيدة تيمان ٢" بجنوب رفح ، وسيتم وضع عدد كبير من الخيام داخل المعسكرات ، وسيعمل عناصر الحراسة الإسرائيلية علي سحب ومصادرة الهواتف ومنع أي إتصالات أو تصوير ، وأن الجيش الإسرائيلي سيمنع دخول أي المنظمات الإنسانية والحقوقية والصحافة إلي المعسكرات ، وأن فترة إستمرار هذه المعسكرات قد تمتد إلي ثلاث سنوات وتشبه إلي حد كبير المعتقلات النازية التي طبقها هتلر ضد اليهود )

_ ( المشهد الثالث ) .. يقف وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتيرتش وسط أنصاره ويقول لهم نصاً ( خصصنا ميزانية ضخمة لبناء ٣٤٠٠ مُستوطنة جديدة فى الضفة الغربية ، وسنقطع أوصال الضفة الغربية ببناء هذه المستوطنات فى مدينة القدس لكى تنفصل رام الله وجنين وطولكرم عن بيت لحم والخليل وبذلك تنتهى فكرة إقامة الدولة الفلسطينية ) .. صيحات تنطلق من المتطرفين الإسرائيليين الذين يُناصرونه ، يهتفون له ، يُصفقون له ، والإبتسامة تعلو وجوههم


_ ( المشهد الرابع ) .. بدء إقتحام مدينة غزة فى وسط القطاع ، الضابط الإسرائيلي يتصل بأُسر فلسطينية ليحذرهم من بقاءهم فى منازلهم ويطالبهم بالرحيل حالاً ويعطيهم مُهلة خمسة دقائق فقط علي تفجير المبني ، آلاف الأُسر تخرج من بيوتها فى زحام شديد ، دقائق معدودة ويتم قصف المبني .. بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي فتح أبواب جهنم على أهالي مدينة غزة ويريد إخراجهم من المدينة والنزوح فى الجنوب ، مليون فلسطيني يعيشون فى مدينة غزة سيخرجون للإنضمام لذويهم فى رفح ليعيشون فى خيام مُتهالكة

.. هذه ( ٤ ) مشاهد تؤكد لنا _ ونحن فى اليوم الـ ( ٧٠٠ ) على حرب إسرائيل علي قطاع غزة _ أن ( القضية الفلسطينية لن تنتهي ) مهما خططوا وقتلوا وقصفوا وشردوا ، لن تنتهي مهما إنتشر البؤس والألم والدموع وسط إهالي قطاع غزة والعالم يتفرج ، ( القضية لن تنتهي ) مهما كانت المنظمات الدولية عاجزة مُقيدة ، ( القضية لن تنتهي ) مهما كانت المنظمات الدولية مُقصرة وصامتة .. نعم ( القضية لن تنتهي ) مهما فر أهالي غزة من الموت إلي الموت ومهما نزحوا ومهما نزفوا لإنهم صامدون علي أراضيهم ولن يتركوها




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب