اكتشاف قناع ساتير عمره 2000 عام فى روسيا.. أول دليل على وجود مسرح يونانى

الثلاثاء، 30 سبتمبر 2025 12:00 ص
اكتشاف قناع ساتير عمره 2000 عام فى روسيا.. أول دليل على وجود مسرح يونانى أقنعة ساتير اليونانية

كتبت ميرفت رشاد

اكتشف علماء الآثار في روسيا، قناعًا ساتيريًا يُقدم أول دليل قاطع على المسرح اليوناني في مدينة فاناجوريا القديمة، يُقدم هذا القناع المصنوع من الطين ، والذي يعود تاريخه إلى القرن الثاني قبل الميلاد، وفقا لما نشره موقع" greekreporter".

تفاصيل القطعة الأثرية

يبلغ طول القطعة حوالي 30 سنتيمترًا ، وهي تُظهر الجانب الأيسر من وجه ساتير، بعظام وجنتين بارزتين، وأذنين كبيرتين، ولحية كثيفة، ولا تزال آثار طلاء باهتة باقية، بما في ذلك عين زرقاء اللون ولحية وشارب محمرّين.

قال الباحثون إن حجم القناع وتفاصيله الأسلوبية وثقوب الحزام تؤكد أنه كان دعامة مسرحية حقيقية وليس قطعة نذرية.

 

الأقنعة في المسرح القديم

في المسرح اليوناني، كانت الأقنعة لا غنى عنها، فقد أتاحت للممثلين تبديل الأدوار وإظهار مشاعرهم أمام الجمهور ، كانت الألوان والمبالغة في ملامح الوجه تُميز الشخصيات، فاللحية الحمراء النارية، على سبيل المثال، غالبًا ما كانت تُشير إلى طبيعة حادة الطباع.


يتناسب قناع الساتير مع أيقونات رفاق ديونيسوس، الذين عادةً ما يُصوَّرون بشعرٍ أشعث وشواربٍ على شكل حدوة حصان. ويشير اكتشافه إلى حياةٍ مسرحيةٍ وطقوسيةٍ نابضةٍ بالحياة في فاناجوريا، حيث كانت العروض جزءًا من مهرجانات ديونيسوس.

في أثينا، اليونان ، حيث أُسِّس المسرح لأول مرة في القرن السادس قبل الميلاد، أصبحت الأقنعة سمةً مميزةً للمآسي والكوميدية التي عُرضت على مسرح ديونيسوس .
يُظهر قناع فاناجوريا أن حتى المستعمرات البعيدة تبنت هذه التقاليد، وكيّفتها مع سياقاتها المحلية، مع الحفاظ على ارتباطها بالقلب الثقافي لليونان.

من النص إلى الأدلة

حتى الآن، لم تُكتشف أي أدلة على وجود مسارح في منطقة شمال البحر الأسود إلا من خلال الروايات المكتوبة، وصف الكاتب اليوناني بوليانوس كيف أرسل الجنرال ممنون مغنيًا إلى مضيق البوسفور في القرن الرابع قبل الميلاد، وقد كشف تدافع الحشود إلى المسارح لسماعه عن عددهم وقوتهم العسكرية.

صرح الدكتور فلاديمير كوزنيتسوف، رئيس بعثة فاناجوريا، بأن هذا الاكتشاف يُقدم أخيرًا تأكيدًا ماديًا.


بالنسبة لعلماء الآثار، فإن القناع لا يثبت وجود مسرح في فاناجوريا فحسب، بل يوضح أيضًا مدى عمق انتقال المؤسسات الثقافية اليونانية - التي ولدت في أثينا ومدن الدول الأخرى - واستدامتها عبر البحر الأبيض المتوسط والبحر الأسود.

أقنعة ساتير
أقنعة ساتير

 




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب