"دم نازح فى الممر" فاتنة الغُرة توثق المأساة الفلسطينية فى كتاب جديد

الأحد، 28 سبتمبر 2025 09:00 ص
"دم نازح فى الممر" فاتنة الغُرة توثق المأساة الفلسطينية فى كتاب جديد غلاف الكتاب

محمد عبد الرحمن

صدر حديثًا عن منشورات المتوسط، كتاب جديد تحت عنوان "دم نازح في الممر" للكاتبة والشاعرة الفلسطينية فاتنة الغرة، حيث تنقل الكاتبة تجاربها الشخصية وما شهدته من تدمير ومجازر ارتكبتها آلة الحرب الصهيونية ضد المدنيين في قطاع غزة، والكتاب بمثاية شهادة أدبية وإنسانية تحفظ الذاكرة وتوثّق الوجع الفلسطيني بصوتٍ نسائي أدبي شجاع.

ومن أجواء الكتاب: "يحب الأطفال الحلوى كثيرًا تعلمين هذا يا حبيبتي فأنت منهم، والأطفال هنا ترضيهم أي قطعة حلوى حتى لو انتهت مدة صلاحيتها كحال كثير من المساعدات التي وردتنا في المستشفى، لكن الحلوى على ندرتها وقلة جودتها بدأت بالتناقص تدريجيًا من أيدي الباعة أمام المستشفى حتى أصبحت عملة نادرة، يلزم الأطفال الكثير من الطاعة كي يكسبوها كمكافأة، لا ضير في ذلك فقد استعاض الناس بساندويتشات المربى والحلاوة الطحينية كنوع من الحلى، يحضر حينما يحضر الخبز لكنه لا يغيب عند غيابه.

كنا نحو خمسة عشر ألف نسمة في مباني المستشفى المتلاصقة، نزيد وننقص حسب القصف في الخارج والتهديدات المستمرة بقصف المستشفى على رؤوسنا، كنا قرية صغيرة موزعة على طوابق وأبنية، غرباء كنا وأقرباء وأحبة صرنا، لتمضية الوقت كان الجميع هنا يتعرف عمن يتوسم فيهم صفات مشتركة له ولطريقته في الحياة، لكن الأمر لا يمنع أن تصاحب أشخاصًا لم تكن تظن أن هناك مكان يمكن أن يجمعكم، الحال في المستشفى وضعنا على خط امتد على استقامته طويلا، نقف عليه باتجاه عقارب الساعة وكلنا نلف معها، جيراننا لحسن الحظ كانوا ممن يسكنون حينا "تل الهوا" لكن المعرفة كانت في الأوضاع الطبيعية تقتصر على معرفة الرجال بالرجال والنساء -إن كان هناك تبادل زيارات- بالنساء.

لكنه ليس من الشائع في مدينة محافظة كغزة تتكتم على عريها الداخلي بملابس فضفاضة ان يجلس الشباب جنبًا إلى جنب جوار البنات، فما بالك بالحديث معهم والنوم متجاورين لا يفصل بينهم وبين الشباب لا ساتر ولا ستارة.

لا أعرف الكثير عن كل واحد منهم لكن المعايشة على مدار شهر إلا بضعة أيام تعلمك الكثير عن البشر، خاصة وأنت تراهم كما في البيت دون رتوش أو أقنعة خارجية لحفظ ماء الضعف أو الانكسار، او الشر في بعض الأحيان، بالمناسبة هل أخبرتك من قبل يا لمار أن الأيام هنا لا تجري مثلما تجري في الخارج، وأن الوقت هنا مطاطي، يمتد ويتقلص حسب أحداث النهار، ظننت سابقا أننا قضينا في المستشفى ثلاثة وعشرين يوما لكنها كانت تزيد على ذلك، دخلنا المستشفى في الثالث عشر من أكتوبر وغادرناها في الثاني عشر من نوفمبر، يومها حمل عمك محمود ابنه أحمد البكر الوحيد على أكتافه وذهب ليدفنه تحت القصف، أحمد الذي كان قد أتم للتو عامه الحادي والعشرين كان قد اشتهى كوبًا من القهوة لكنه عاد وظرف القهوة في جيبه ورصاصة اخترقت رأسه، هل قلت لك كيف سال خيط من الريق من طرف فمه؟".

دم نازح في الممر
دم نازح في الممر

فاتنة محمد دياب الغُرّة، هي كاتبة وشاعرة وصحفية ومترجمة فلسطينية، بدأت تجربتها الشعرية عام 2000، وحازت على جائزة شعر مدينة فيوميشينو الإيطالية لمجموعتها الشعرية «خيانات الرب»، قدمت إلى غزة من بروكسل في 4 أكتوبر 2023 بعد غياب دام أكثر من 15 عاماً، تقدمت فاتنة الغُرّة بطلب اللجوء في بلجيكا في عام 2009، وفي عام 2016 حصلت على الجنسية البلجيكية.

تعمل كصحفية مستقلة ومترجمة وشاعرة، وعملت في قناة الجزيرة لفترة كصحفية. ولديها منتدى شعري يسمى "صالون فاتنة للشعر" في بلجيكا وهولندا، شاركت فاتنة في مهرجانات دولية ومشاريع شعرية حول العالم، وفي عام 2017 شاركت في الإقامة الدولية في جامعة آيوا. في 4 أكتوبر 2023 ذهبت لزيارة عائلتها في غزة، وصادف وجودها عملية طوفان الأقصى، وعلى أثر ذلك أجرت معها وسائل الإعلام الفلمنكية والهولندية مقابلات حول الوضع في قطاع غزة، في 14 يناير 2024، عادت إلى فلاندرز مع والديها، تُرجمت أعمالها إلى الإسبانية والإيطالية والفرنسية والهولندية. وفي عام 2012 فازت بجائزة الهجرة الأدبية للكتاب الناطقين باللغة الهولندية، ونالت أيضا جائزة شعر مدينة فيوميشينو، بمدينة روما، عن أفضل كتاب شعري مترجم من العربية للإيطالية.




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب