داليا مجدي عبد الغني

انظر فى المرآة

الأحد، 28 سبتمبر 2025 06:40 ص


قرأت عبارة بسيطة جدًا ولكنها عميقة للغاية وهي: "إن كنت لا تزال تبحث عن ذلك الشخص الذي سوف يُغير حياتك، فانظر في المرآة"، فهذه هي الحقيقة، الإنسان هو الشخص الوحيد في هذا العالم الذي يملك أن يُغير نفسه، حتى لو وجد مَنْ يُساعده، أو مَنْ يُبادر إلى تغييره، أو يُوجهه، فكل هذه عوامل مساعدة لشيء واحد، وهي الإرادة، فالأخيرة هي الرغبة المُلحة التي تتأجج بداخل صاحبها، وتدفعه إلى تخطي الصعاب، وتحدي الظروف، للوصول إلى الهدف المنشود.

فبعض الناس يظلون يبحثون خلال رحلة حياتهم عمَّنْ سيأتي ويُغير مسارهم، وهذا ما هو إلا وهم كبير يعيشون فيه، أو ربما يتحججون به لكي يُبرروا تقاعدهم وتقاعسهم عن الإتيان بسلوك إيجابي، فلا أحد في هذا الوجود يملك تغيير مَنْ لا يرغب في التغيير.

وصدق الله العظيم حين قال في كتابه العزيز: (إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ)، (بَلِ الْإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ * وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ)، فالإنسان هو فقط مَنْ يُدرك نفسه ويعلم ما تُوسوس له به، وما يملك من إمكانيات وقدرات، وما يتحرك بداخله من رغبات، فكل شيء يبدأ من عنده، وينتهي أيضًا عنده.


لذا، فلا تُصدق مَنْ ينتظر الشخص الذي سيُحول مُجريات الأمور، فحتى لو حدث، سيكون الأول هو ملكه الزمام، وسمح له بالسيطرة والتحكم.

فعلى كل منا أن ينظر في المرآة ليرى نفسه، ليس مجرد شكلاً، وتفاصيل خارجية، بل ليراها من الداخل لكي يُدرك مدة قوتها وقدرتها على تغييرها سواء إلى الأفضل أو الأسوأ.

فنحن فقط مَنْ نملك قوة التغيير، فلماذا إذن نعيش في أوهام انتظار الغير؟ فلو كل منا أيقن مدى قدرته الخلاقة في صنع ذاته، لكان عدد العباقرة يفوق كل التصورات والتخيلات، ولكن للأسف، نُضيع مفاتيح النجاح في كهوف الانتظار، بحثًا عن شخص آخر لا يملك شيئًا ليس لدينا، ولكننا دائمًا ما نضع ثقتنا في المجهول، ولا نُؤمن بما في أيدينا.

وأخيرًا، لابد أن ننظر كل يوم في مرآتنا الداخلية، ونكيل ملكاتنا الإنسانية، ونُؤمن بما حبانا الله به من هبات إلهية، لكي ننجح في تغيير حياتنا بالصورة التي نأمل أن نكون عليها.




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب