اكتشاف أسرار سفينة حربية غرقت فى القرن الـ 15 قبالة السواحل السويدية

السبت، 27 سبتمبر 2025 11:00 ص
اكتشاف أسرار سفينة حربية غرقت فى القرن الـ 15 قبالة السواحل السويدية حطام السفينة

كتب خالد إبراهيم

كشف علماء الآثار عن تفاصيل مهمة تخص المدفعية التى كانت على متن السفينة الملكية الدنماركية النرويجية "غريبشوندن"، وهى السفينة التى تعود إلى أواخر العصور الوسطى واعتُبرت واحدة من أبرز إنجازات التكنولوجيا البحرية فى زمنها، حيث كانت السفينة مسلحة بما لا يقل عن 50 مدفعا صغير العيار قادرا على إطلاق طلقات برصاص ذى قلب حديدى، وكان الهدف من هذه الأسلحة إضعاف طواقم السفن المعادية على مسافة قريبة قبل الاقتراب والصعود إليها.

وأجري فريق من جامعة لوند بقيادة البروفيسور نيكولو ديل أونتو، دراسة على 11 مدفعًا موجودة على متن السفينة الغارقة باستخدام تقنيات النمذجة ثلاثية الأبعاد، وهذه العملية أتاحت رؤية فريدة للتطور العسكرى البحرى الذى أسهم لاحقا فى فتح طرق الاستعمار الأوروبى.

حطام سفينة
حطام سفينة

العصور الوسطى : سفينة ملكية تتحول إلى حطام

غريبشوندن بُنيت بين عامى 1483 و1484 وكانت بمثابة "القلعة العائمة" الخاصة بالملك هانز ملك الدنمارك والنرويج، استخدم الملك السفينة فى السفر الرسمى وفى مهام اقتصادية ودبلوماسية وثقافية، وخدمت السفينة الملك لمدة 10 سنوات قبل أن تنتهى حياتها بشكل مأساوى قبالة سواحل مدينة رونبى السويدية فى يونيو 1495، حيث تشير الروايات التاريخية وشهادات العيان إلى أن انفجارا ضخما أعقبه حريق دمر السفينة، عند وقوع الكارثة كان الملك هانز على البر لحضور قمة سياسية تهدف إلى توحيد منطقة الشمال الأوروبى، وفقا لموقع interesting engineering.

انفجار قاد إلى الغرق

الأبحاث الحديثة على حطام السفينة أظهرت أن بعض طلقات المدفعية البالغ عددها 22 بدت مسطحة من جانب أو جانبين، هذا الأمر يشير إلى أنها تعرضت لانفجار شديد داخل السفينة، وترجح الدراسة الجديدة أن الطلقات كانت مخزنة بالقرب من البارود وأن الانفجار أدى إلى تسويتها وغرق السفينة، يتماشى هذا الدليل مع الروايات القديمة التى تحدثت عن دمار شامل بفعل الحريق والانفجار، بذلك تصبح غريبشوندن المثال الأكثر اكتمالا لسفينة حربية من أواخر العصور الوسطى عُثر عليها حتى اليوم.

التوسع الأوروبى وغياب الدنمارك

بعد عام 1492 لعبت السفن المسلحة مثل "غريبشوندن" دورا أساسيا فى رحلات الاستكشاف الأوروبية إلى الأمريكتين والمحيط الهندى، ومع ذلك لم تنخرط الدنمارك والنرويج فى التوسع الاستعمارى عبر المحيطات، يعود ذلك إلى تركيز الملك هانز على تعزيز نفوذه فى منطقة البلطيق، كما أن المرسوم البابوى الصادر عام 1493 من البابا ألكسندر السادس منح إسبانيا الحق فى الأمريكتين ومنح البرتغال حق السيطرة على المحيط الهندى، قبل الإصلاح البروتستانتى كان خطر الحرمان الكنسى يشكل قوة رادعة لأى تحدٍ للقرارات البابوية.




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب