اكتشف علماء الآثار، أقدم ورشة لصناعة المجوهرات من الأصداف في أوروبا في موقع العصر الحجري القديم La Roche-à-Pierrot في سان سيزير، جنوب غرب فرنسا، وفقا لما نشره موقع" greekreporter".

ورشة لصناعة مجوهرات الاصداف
يحتوي الموقع، الذي يعود تاريخه إلى 42 ألف عام على الأقل، على أصداف مثقوبة وأصباغ ملونة، مما يُقدم لمحة نادرة عن السلوك الرمزي المبكر، تُضيف ورشة عمل مجوهرات الأصداف هذه في فرنسا عمقًا جديدًا للأبحاث الجارية في الممارسات الثقافية لبشر ما قبل التاريخ.
تم تحقيق هذا الاكتشاف، الذي تم تفصيله في وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم ، من قبل فريق من الباحثين من المركز الوطني الفرنسي للبحوث العلمية (CNRS)، وجامعة بوردو، ووزارة الثقافة، وجامعة تولوز جان جوريس.
وتشير النتائج التي توصلوا إليها إلى أن الموقع كان بمثابة مركز إنتاج للحلي الشخصية خلال العصر الشاتيلبيروني، وهي مرحلة ثقافية تمثل الانتقال بين إنسان نياندرتال والإنسان العاقل في أوروبا.
دليل على التعبير الرمزي والتنقل لمسافات طويلة
لم تظهر على العديد من الأصداف أي علامات تآكل على ثقوبها، بينما لم تُثقب أصداف أخرى بعد، مما يشير إلى أنها كانت في طور التحويل إلى مجوهرات، كما عُثر على آثار أصباغ حمراء وصفراء في مكان قريب.
وجد فريق البحث أن مصدر هذه الأصداف هو ساحل المحيط الأطلسي، الذي كان يبعد حوالي 100 كيلومتر آنذاك، وأن الصبغات استُخرجت من مسافة تزيد عن 40 كيلومتراً داخل البلاد، يدعم هذا الدليل فكرة أن الجماعات ما قبل التاريخ كانت إما تسافر لمسافات طويلة أو تشارك في أشكال مبكرة من التجارة.
اختيار القطع الأثرية المميزة
كما كشف الموقع عن أدوات نموذجية تعود لإنسان نياندرتال وبقايا حيوانات تم اصطيادها مثل البيسون والخيول، مما يشير إلى وجود بشري معقد ومتنوع.
وأشارت عالمة الآثار ماري سوريسي، إحدى الباحثات الرائدات، إلى أن النتائج تساعد في توضيح التطور الرمزي والتكنولوجي لشعب شاتيلبيرونيان، الذي ربما تأثر أو كان جزءًا من سكان الإنسان العاقل الأوائل الذين دخلوا المنطقة.
ثقافة شاتيلبيرونيان تحت النقاش العلمي
ويواصل الباحثون الجدل حول ما إذا كان إنسان نياندرتال أو الإنسان الحديث المبكر هم من صنعوا هذه القطع الأثرية.
تعتبر ثقافة شاتيلبيرونيان، الموجودة في أجزاء من فرنسا وشمال إسبانيا منذ ما بين 55000 و42000 سنة، واحدة من أقدم الصناعات في العصر الحجري القديم العلوي في أوراسيا.
كان موقع سان سيزير قيد الدراسة منذ عام 1976 ويظل موقعًا رئيسيًا لفهم التفاعلات بين إنسان نياندرتال والإنسان العاقل.
لقد أدى استمرار أعمال الحفر والتحليل، بما في ذلك إعادة فحص الاكتشافات السابقة باستخدام أساليب محدثة، إلى تحويل الموقع إلى نقطة مرجعية مهمة لاستكشاف التنقل في عصور ما قبل التاريخ، والتبادل الثقافي، والهوية.