بدء التجارب السريرية للقاح روسى ضد السرطان خلال 6 أسابيع.. كيف يعمل

الجمعة، 26 سبتمبر 2025 01:41 م
بدء التجارب السريرية للقاح روسى ضد السرطان خلال 6 أسابيع.. كيف يعمل علاج السرطان

كتبت مروة محمود الياس

 تستعد روسيا للدخول في مرحلة فارقة من أبحاث علاج السرطان، وذلك عبر إطلاق أولى التجارب السريرية للقاح مبتكر يعتمد على تقنية الحمض النووي الريبوزي المرسال (mRNA)، يستهدف بشكل خاص سرطان الجلد. هذه الخطوة تمثل نقطة تحول في مجال مكافحة الأورام، حيث تتجاوز أساليب العلاج التقليدية لتقدم حلولًا أكثر دقة وفعالية تعتمد على فهم البصمة الجينية لكل مريض.

بحسب تقارير مطولة نُشرت في كل من وكالة الأنباء الصينية شينخوا (Xinhua)، وصحيفة تشاينا ديلي (China Daily)، وكذلك التصريحات الرسمية التي نقلتها وكالة الأنباء الروسية تاس (TASS)، فإن العلماء الروس أعلنوا أن الاستعدادات لبدء هذه التجارب السريرية قد اكتملت، وأن التنفيذ سيكون خلال الأسابيع الستة المقبلة فقط.

مرحلة التجارب السريرية للقاح mRNA ضد سرطان الجلد  بداية ثورة علاجية عالمية. فإذا نجحت هذه الخطوة، فقد نكون أمام جيل جديد من اللقاحات الموجهة للأمراض المستعصية، يغيّر الطريقة التي ننظر بها إلى علاج السرطان، ويفتح الأفق لملايين المرضى حول العالم للحصول على أمل جديد في حياة أفضل.

بداية مرحلة التجارب السريرية

تشير البيانات المتوفرة إلى أن التجارب السريرية ستُطلق قريبًا جدًا، وذلك بعد نجاح اللقاح في المراحل ما قبل السريرية. هذه المرحلة الجديدة ستركز على اختبار اللقاح على مرضى مصابين بسرطان الجلد، مع متابعة دقيقة لمدى فعاليته في الحد من نمو الورم ومنع انتشاره في الجسم.

تصدر المشهد العلمي الروسي الدكتور ألكسندر جينسبيرج، رئيس المركز الوطني لعلم الأوبئة والأحياء الدقيقة المعروف بـ"جاماليا"، وهو المركز ذاته الذي سبق أن لعب دورًا محوريًا في تطوير لقاحات مضادة لفيروسات أخرى. جينسبيرج أوضح أن جميع الوثائق التنظيمية المطلوبة قُدمت بالفعل إلى وزارة الصحة الروسية، وأن الباحثين ينتظرون فقط الموافقة النهائية. وأضاف أن الدفعات الأولى من اللقاح سيتم إنتاجها فورًا بعد الموافقة، مما يعكس الجاهزية العالية للمضي قدمًا دون تأخير.

التوجه نحو العلاج الشخصي

من أبرز مميزات هذا اللقاح أنه يفتح الباب أمام ما يُعرف بـ"الطب الشخصي". فقد أكد جينسبيرج أن فرق البحث العلمي قامت بالفعل باختيار مجموعات من المرضى، كما تم رسم خريطة جينية دقيقة لكل فرد منهم. هذه الخطوة ستتيح تصميم جرعات لقاح تتناسب مع الخصائص البيولوجية والجينية الخاصة بكل مريض، وهو ما يزيد من فرص نجاح العلاج ويقلل من الآثار الجانبية المحتملة.

نتائج ما قبل السريرية

قبل الانتقال إلى التجارب البشرية، أجريت تجارب مكثفة في المختبرات وعلى الحيوانات. وكانت النتائج مبشّرة للغاية، إذ تمكن اللقاح من كبح نمو الأورام وتقليل احتمالية انتشارها إلى أعضاء أخرى. هذه النتائج منحت الباحثين ثقة إضافية في الانتقال إلى المرحلة السريرية التي ستحدد قدرة اللقاح على إحداث فرق حقيقي في حياة المرضى.

خطط مستقبلية لتوسيع الاستخدام

لم يتوقف الطموح الروسي عند سرطان الجلد وحده. فقد أشارت وكالة "تاس" إلى أن الخطط البحثية تشمل أيضًا تطوير لقاحات mRNA أخرى موجهة إلى أنواع مختلفة من السرطان، أبرزها سرطان الرئة ذو الخلايا غير الصغيرة، وهو من أشد السرطانات فتكًا وصعوبة في العلاج. هذا التوجه يعكس استراتيجية طويلة المدى لتحويل تقنية mRNA إلى سلاح فعال ضد طيف واسع من الأورام.

ما الذي يميز هذا الإنجاز عالميًا؟

تُعد تقنية mRNA واحدة من أحدث الابتكارات في عالم الطب، حيث أثبتت نجاحها خلال جائحة كوفيد-19، والآن يتم توجيهها إلى ميدان أكثر تعقيدًا وهو السرطان. ما يميز التجربة الروسية هو دمجها لنهج العلاج الشخصي مع تطبيق مباشر على أمراض الأورام، إضافة إلى السعي لتقديم هذه اللقاحات بشكل واسع النطاق وهو ما يعكس رؤية مختلفة في جعل الرعاية الصحية أكثر عدالة وشمولًا.




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب