دونالد ترامب يواصل الجدل بين معارك الداخل ومناوشات الخارج.. رئيس أمريكا يسخر من إلهان عمر ويهاجم الإعلام.. الرسوم الجمركية تفاقم أزمات اقتصاد العالم.. واشتباك مع عمدة لندن يعكر صفو العلاقات

منذ تولي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منصبه في يناير الماضي، كان العنوان الرئيسي لتلك الفترة هو الجدل المتواصل سواء داخليا او خارجيا، وخلال الأيام القليلة الماضية اصدر ترامب قرارات كان لها تأثير عالمي وأثارت غضب داخلي.

داخليا، في تصريحات صدرت امس أثناء توقيعه الأوامر التنفيذية في المكتب البيضاوي خرج دونالد ترامب عن النص الرسمي لينتقد النائبة جاسمين كروكيت، ديمقراطية من تكساس، واصفًا إياها بـ"شخصية ذات معدل ذكاء منخفض للغاية" ومشككًا في دورها في الكونجرس، كما سخر من النائبة الديمقراطية الهان عمر.

وقال: " جاسمين كروكيت .. دعوني أخبركم قبل أن تسألوا إنها شخصية ذات معدل ذكاء منخفض للغاية ولا أصدق حتى أنها عضوة في الكونجرس"، وأضاف: "بينها وبين إلهان عمر (ديمقراطية من مينيسوتا ذات أصول صومالية).. وكما تعلمون، التقيت برئيس الصومال هل تعلمون ذلك؟ واقترحت عليه أنه ربما يرغب في استعادتها. فقال: "لا أريدها".

ويستمر الرئيس الأمريكي في مهاجمة وسائل الاعلام فبعد دعوي التشهير التي طالب فيها صحيفة نيويورك تايمز بتعويض 15 مليار دولار واتهمها بانها "الناطق الرسمي لليسار الراديكالي"، صوب ترامب سهامه نحو شبكة ايه بي سي التي قررت إعادة المذيع جيمي كيميل الى برنامجه بعد وقفه لفترة قصيرة بسبب تصريحات ساخرة ادلى بها عقب اغتيال تشارلي كيرك الناشط المحافظ المقرب من ترامب.

هاجم ترامب القرار، في منشور على مواقع التواصل الاجتماعي ، وهدد الشبكة الإخبارية ووصف القرار بانه خطأ بحق أمريكا والامريكيين وكتب على "تروث سوشيال": "لا أستطيع أن أصدق أن قناة ABC للأخبار الكاذبة أعادت جيمي كيميل إلى وظيفته.. جمهور كيميل اختفى .. تم إبلاغنا في البيت الأبيض من قبل ABC بإلغاء برنامجه! حدث أمر ما بين ذلك الحين والآن، لأن جمهوره قد رحل، ولم تكن موهبته موجودة أبدا"

وتساءل: "لماذا يريدون عودة شخص أداؤه ضعيف جدا، وغير مضحك، ويعرض الشبكة للخطر بإظهاره صورة ديمقراطية مضللة بنسبة 99%"، وأضاف: "إنه ذراع أخرى للحزب الديمقراطي، وعلى حد علمي، يعد ذلك مساهمة غير قانونية كبيرة في الحملة الانتخابية.. أعتقد أننا سنختبر قناة ABC في هذا الشأن .. لنرى كيف سنفعل".

وأشار ترامب إلى أن محتوى كيميل الذي وصفه بـ"الحزبي" يعد بمثابة مساهمة غير قانونية في الحملة الانتخابية للديمقراطيين، وألمح إلى احتمال اتخاذ إجراء قانوني ضد الشبكة، واضاف: "في المرة الأخيرة التي لاحقتهم فيها، منحوني 16 مليون دولار.. ويبدو أن الأمر هذه المرة أكثر ربحية".

وفي واشنطن، أعلن ترامب تطبيق عقوبة الإعدام في العاصمة في إطار حملة صارمة على جرائم العنف حيث وقع امس إعلان يلزم المدعين العامين في العاصمة الامريكية بتطبيق عقوبة الإعدام في القضايا المؤهلة لذلك، مثل جرائم القتل وقال ترامب، أثناء توقيعه الإعلان: "عقوبة الإعدام يا واشنطن الان"، وأضاف: "لا يمكننا السماح بحدوث ذلك يأتي الناس من أيوا لزيارة نصب لنكولن التذكاري، وينتهي بهم الأمر بالموت لم يعد هذا يحدث لن يحدث هذا. وإذا حدث، فسيكون الإعدام جزاء لمرتكبه".

وهذه ليست التحركات الأول من ترامب في العاصمة، حيث أثار نشر الحرس الوطني جدلا الا انه قال ان نشره للحرس الوطني وضباط انفاذ القانون الفيدراليين لمكافحة الجريمة في المدينة جعلها "الأكثر أمانا" في البلاد، ورغم ذلك يري العديد من السياسيين ان الخطوة ما هي الا محاولة من البيت الابيض لفرض سيطرته على العاصمة.

وخارجيا، أعلن ترامب أن الولايات المتحدة سترفع الرسوم الجمركية على الشاحنات الثقيلة وخزائن المطبخ والأدوية اعتبارًا من الأول من أكتوبر، في أحدث سلسلة من الإجراءات التجارية المتواصلة التي تهدف إلى حماية الصناعة المحلية من الواردات منخفضة السعر.

وكتب على موقع "تروث سوشيال" الولايات المتحدة ستفرض رسومًا جمركية بنسبة 25% على واردات الشاحنات الثقيلة.. واعتزم فرض فرض رسوم جمركية بنسبة 50% على جميع الواردات المتعلقة بخزائن المطبخ وطاولات الحمام، ورسوم جمركية بنسبة 30% على الأثاث المنجد"

وفي منشور آخر، كرر ترامب خطته لرفع الرسوم الجمركية بنسبة تصل إلى 100% على المنتجات الصيدلانية، ما لم تكن الشركة المصنعة للأدوية تقوم حاليًا بالبناء في الولايات المتحدة، وكتب: "سيتم تعريف عبارة "قيد البناء" على أنها "وضع حجر الأساس" و/أو "قيد الإنشاء" وبالتالي، لن تفرض أي رسوم جمركية على هذه المنتجات الصيدلانية إذا بدأ البناء".

كما اثار غضب رئيس وزراء بريطانيا بسبب مهاجمته لعمدة لندن المسلم صادق خان، حيث قال ترامب إن لندن لديها عمدة مروع، وأنها قد تغيرت. وتابع قائلا: الآن يريدون تطبيق قانون الشريعة. لكنكم فى بلد مختلف، لا يمكنكم فعل هذا. وكان صادق خان قد علقت على تصريحات الرئيس الأمريكى وقال إنه يظهر أنه عنصرى ومنحاز جنسيا وكاره للنساء ومعاد للإسلام.

رد ستارمر على هذا الأمر، وقال: "لن أدخل فى جدال كلامى، لكن ما سأقوله هو هذا، لأنه مهم.. لقد رأيتم من زيارة الدولة الأسبوع الماضى أن هناك الكثير من الأمور التى أتفق عليها أنا والرئيس، ونحن نعمل معًا وبعض القضايا التى نختلف فيها، وما قاله عن عمدة لندن، الذى يقوم بعمل رائع حقًا، بل إنه يقلل من الجرائم الخطيرة، وما قاله عن تطبيق الشريعة الإسلامية كان هراءً سخيفًا".

وتابع ستارمر: "أنا أدعم رئيس بلديتنا، وأنا فخور جدًا بوجود عمدة مسلم لمدينة متنوعة للغاية. نحن نعمل مع الأمريكيين فى عدد كبير من القضايا. أختلف معهم فى هذه القضية، وأقف إلى جانب رئيس بلديتنا."