فى قلب كل حجر حكاية، وعلى جدران المقابر والمعابد والقصور والمساجد نقش المصريون فى جميع الحقب الزمنية فصولًا من تاريخ لا يمحى، فما بين المعابد الشاهقة فى الجنوب، والقصور الخديوية فى القاهرة، والمتاحف التي تحتضن كنوز الأزمان، تتجلى ملامح هوية متجذرة في الأرض والوجدان، وعبر سلسلة اعرف تراثك نطوف بين أروقة التاريخ المصري، نعيد اكتشاف المواقع الأثرية والمعمارية التي شكلت وجدان الوطن، ونستعرض قصصًا خفية وأسرارًا خلف جدران الصمت، ومن بينهم بيت علي لبيب.
بيت على لبيب
بيت علي لبيب أنشأه محمد أغا بن عبد الله من العصر العثماني عام 1051هـ/ 1661م، ثم انتقلت ملكيته إلى السيد عمر الملاطيلي وشقيقه إبراهيم في القرن التاسع عشر الميلادي، ويقع بحارة درب اللبانة بميدان صلاح الدين بحي الخليفة، يُعد المنزل أحد أفضل المنازل المتبقية التي تعرض العمارة السكنية المحلية، حيث يمثل أحد أنماط المساكن في العصر العثماني ذات التقاليد المملوكية، عُرف باسم على لبيب نسبة إلى المشرف على المنزل على أفندي لبيب، كما يعرف باسم بيت الفانين ويضم بداخلة حالياً بيت المعمار المصري أحد مراكز الإبداع التابعة لصندوق التنمية الثقافية.
يشتمل المنزل على فنائين، يتمحور حولهما وحدات معمارية بالطابق الأرضي منها حجرتين، مقعد صيفي ومبيت مُلحق به، قاعة استقبال الضيوف (التختبوش)، وقاعة الرجال (السلاملك)، أما الطابق الثاني فيضم مجموعه من الغرف وحمام وكذلك قاعة علوية خاصة بالنساء (الحرملك). يمتاز هذا المنزل بروعه فن النحت على الحجر فيه، والذي يظهر على الواجهات المُطلة على الصحن وكذلك بالبلاطات الخزفية التي تُزين أعلى مدخل المقعد، علاوة على روعة أشغال الخشب بالمشربيات والشبابيك.
بيت المعمار المصرى
بيت المعمار المصرى مزار فى حد ذاته، فهو نموذج لشكل وخصائص أحد أنماط المساكن فى العصر العثمانى (التركي) والذى سار على تقاليد العمارة المملوكية، ويأتى البيت ليؤدى الدور الكامل لمعنى متحف للعمارة، أو متحف لتاريخ الإنسان المصرى مسجلاً بالبناء، فيدون البيت تاريخ ونماذج العمارة المصرية منذ فجر التاريخ وحتى القرن الحادى والعشرين، كمنتج ثقافى إجتماعى فى تكامل للفنون وتعامل مع ظروف الموقع والمناخ ومواد الإنشاء وخبرات بنائية مكتسبة وتقدم علمي، ويلقى الضوء على عدد من رواد العمارة ذوى المدارس الفكرية المتميزة.