ياد فاشيم غزة.. خطوة بألف صاروخ

"ياد فاشيم" هو المركز البحثى والتوثيقي للهولوكست حول العالم، والذى يمتلك ملايين الوثائق والتوثيقات، والمواد الفيلمية عن الهولوكوست، كما يشرف على مؤسسات ومتاحف توثق للهولوكست، ومن خلاله يتعرف العالم، والأجيال الجديدة على ما حدث في الهولوكست وفق وجهة النظر اليهودية، و على غرار ذلك المركز يجب أن يفكر العرب جميعا، على إنشاء مركزا على نفس النسق، يوثق ما حدث من إبادة جماعية ضد أهالى فلسطين المحتلة، سواء ما بدأ بعد 7 أكتوبر 2023، أو ما حدث قبل ذلك، وكلمة "ياد فاشيم" تعنى " نصبا واسما"، ومنها يمكن استنباط أهمية التخليد لما يتم ضد أهالينا في غزة، وما يحدث في غزة لا يقل نهائيا عن الهولوكست، وكلاهما يعبر عن مفهوم الإبادة الجماعية، ومعنى الإبادة الجماعية هو ما كان الإسرائيليون يواجهونه بكل قوة في محكمة العدل الدولية، حتى لا يتم اتهامهم بتهمة الإبادة الجماعية، رغبةَ منهم في جعلها تهمة يستفيد منها اليهود فقط، ولذلك فكرة إنشاء مجمعا لتوثيق ما حدث في غزة هو الضربة القاصمة لسعى نتنياهو تخليد نفسه بطلا قوميا لدى الشعب الإسرائيلي.

وياد فاشيم غزة، يجب أن يكون وفق تصور يحمل الهوية الفلسطينية، ويتم إنشاؤه في نطاق دولة أوربية، خاصة بعد الاعترافات الأوربية بدولة فلسطين، ومن الأجدى إجرائيا أن يتم انشاء ذلك المركز بمكوناته في دولة أوربية مثل فرنسا، على أن يتم وضع سيناريو سياحى، يمكنه جذب الشباب، من مختلف الجنسيات، لمعرفة ما تم من تواريخ فيها معنى الإبادة الجماعية التي وقعت على أهل الضفة وغزة، ويكون لتلك المؤسسة مجلسا مؤتمنا يضم دولا عربية ذات تداخل مع القضية الفلسطينية، وكذلك نظام مؤسسى يسمح باستمرارية عمليات التوثيق بكل أشكاله، والبحث الدؤوب حول كل ما تم ضد أهل غزة.
وفكرة ياد فاشيم تكاد تعادل ألف جلسة يتم عقدها حول القضية الفلسطينية، وتعادل ألف صاروخ، ففيها التاريخ السليم، والتوثيق للجرائم، ويمكن الرجوع إليه حال قيامه،  في القضايا التي يمكن رفعها على إسرائيل ومجرميها من الجنود والقادة العسكريين والسياسيين، ويمكنه أن يكون نواة لتوجه إجرائى سليم يتعامل مع العالم، ويدحض الرواية الإسرائيلية بشكل سليم وحقيقى.