فيسبوك
واتساب
يتواصل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة بوتيرة متصاعدة، مخلفًا عشرات الشهداء والجرحى، ومستهدفًا المدنيين والبنية التحتية بما في ذلك المستشفيات، فيما ارتفعت حدة الإدانات العربية والدولية التي حذرت من تداعيات كارثية على الأمن الإقليمي والوضع الإنساني.
وأفادت مصادر طبية بأن الغارات الإسرائيلية منذ فجر اليوم أسفرت عن 47 شهيدًا بينهم 34 في مدينة غزة، بينما أعلنت مستشفيات أخرى عن 33 شهيدًا بينهم 28 في المدينة. كما أكد المستشفى المعمداني ارتفاع عدد الشهداء إلى 20 بينهم أطفال جراء قصف مبنى وسط غزة، في حين أدى قصف بطائرة مسيرة على شارع عمر المختار إلى استشهاد شخص وإصابة آخرين.
وأعلنت هيئة الإسعاف والطوارئ عن استشهاد خمسة فلسطينيين أثناء انتظارهم المساعدات شمالي رفح بنيران قوات الاحتلال قرب مراكز التوزيع. كما أكدت مصادر محلية أن جيش الاحتلال نسف مباني سكنية في محيط المستشفى الميداني الأردني جنوب غربي غزة، في تطور خطير يضاعف المخاطر على الكوادر الطبية والمرضى.
من جهتها، حذرت وزارة الصحة في غزة من أن تأخر إدخال الوقود يهدد بتوقف مولدات الكهرباء في المستشفيات وتعطيل الخدمات الصحية بشكل كامل. وأوضح مكتب الإعلام الحكومي أن أكثر من 900 ألف شخص ما زالوا صامدين داخل مدينة غزة رغم القصف والحصار، فيما بلغ عدد النازحين نحو الجنوب 335 ألفًا.
وفي الضفة الغربية، واصلت قوات الاحتلال عملياتها العسكرية، حيث اقتحمت حي المراح في جنين. أما في القدس المحتلة، فقد اقتحم مستوطنون باحات المسجد الأقصى تحت حماية قوات الاحتلال، في خطوة وصفت بأنها تصعيد إضافي يعكس اتساع رقعة التوتر.
وفي نيويورك، التقى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعدد من قادة ورؤساء حكومات الدول العربية والإسلامية، بحضور رئيس الوزراء المصري الدكتور مصطفى مدبولي. وقال ترامب إن هذا الاجتماع هو الأهم بالنسبة له لأنه يهدف إلى وضع حد للحرب على غزة، مؤكدا أن هدفه يتمثل في إنهاء الحرب وضمان إعادة الرهائن. وأوضح أن اجتماعه مع قادة الشرق الأوسط كان ناجحًا، مشددًا على أن الجهود الأمريكية مستمرة لإيجاد حل للحرب في غزة وإعادة الرهائن المحتجزين.
كما ندد الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد، في كلمة ألقاها أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، بالعدوان الإسرائيلي، مؤكدًا أن ما يحدث في غزة لا يطاق أخلاقيًا، ومطالبًا المجتمع الدولي بالتحرك العاجل لإيجاد حل شامل للقضية الفلسطينية. وأوضح أن العراق يدعو لاتخاذ إجراءات حازمة ضد خطط الاستيطان وسياسات الاحتلال التي تستهدف الفلسطينيين، كما أعرب عن إدانته للهجمات الإسرائيلية على دول عربية في سوريا ولبنان وآخرها على دولة قطر، معتبرًا أن الهجوم على الدوحة يمثل انتهاكًا صارخًا لسيادتها، وداعيًا إلى جهود دولية شاملة لوقف مثل هذه الاعتداءات.
وفي السياق نفسه، أكد عاهل الأردن الملك عبدالله الثاني، خلال مشاركته في اجتماع متعدد الأطراف عقد في نيويورك بدعوة من الولايات المتحدة وقطر، استعداد الدول المشاركة للعمل مع واشنطن على خطة شاملة تنهي الحرب والمعاناة في غزة. وشدد على أن التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار وضمان تدفق المساعدات الإنسانية دون عوائق يمثل أولوية قصوى، داعيًا إلى ضرورة استعادة الاستقرار في الضفة الغربية، ومحذرًا من أن ضم الضفة أو تغيير الوضع التاريخي القائم في الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في القدس سيقوّض جميع الجهود المبذولة لتحقيق السلام والاستقرار. وأكد الملك الدور المهم للولايات المتحدة والرئيس الأمريكي دونالد ترامب في إنهاء الحرب على غزة وتحقيق السلام العادل.
من جانبه، أعلن مدير منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبريسوس أن العنف المتصاعد قرب مستشفى الرنتيسي والعيون في غزة أدى إلى توقفهما وجعلهما غير آمنين، موضحًا أن المرضى والعاملين اضطروا إلى الفرار. وأكد أن مستشفى الرنتيسي كان الوحيد المتخصص للأطفال في القطاع، بينما يعد مستشفى العيون المرفق الوحيد للرعاية المتخصصة في العيون، مشددًا على أن استمرار إغلاق المرافق الصحية سيؤدي إلى فقدان مزيد من الأرواح مع بقاء مئات الآلاف داخل غزة
