انطلقت حملة تطعيم ضد الكوليرا في 21 سبتمبر 2025 في محليات نيالا جنوب، ونيالا شمال، وبليل بجنوب دارفور، وفي 22 سبتمبر في محليتي أبو جابرة والضعين، إيذانًا بانطلاق حملة تهدف إلى تطعيم 1.86 مليون شخص بعمر سنة فأكثر بلقاحات الكوليرا الفموية في ست محليات بولايات دارفور، وذلك استجابةً لتفشي الكوليرا المستمر.وتستمر الحملة التي أطلقتها وزارة الصحة السودانية بالتعاون مع منظمتي الصحة العالمية واليونيسيف، لمدة 10 أيام، وتستهدف 97% من السكان في المحليات الست.
وقالت منظمة الصحة العالمية فى بيان لها إنه يجري التخطيط لإطلاق الحملة طويلة بشمال دارفور قبل نهاية الشهر.
وتأتي الحملة في وقت حرج، حيث تستمر حالات الكوليرا في دارفور في الارتفاع بمعدل ينذر بالخطر، كما أن الصراع المستمر ونقص الخدمات الأساسية يجعل من الصعب بشكل متزايد دعم الخدمات الصحية الأساسية وتقديم الإمدادات الطبية المنقذة للحياة، بما في ذلك اللقاحات ومجموعات التغذية والإمدادات الطارئة لمعظم مناطق ولايات دارفور، مما يؤدي إلى زيادة عبء المرض وسوء التغذية وانتشار الأمراض المعدية مثل الكوليرا.
يقول الدكتور شبل السحباني، ممثل منظمة الصحة العالمية ورئيس بعثتها في السودان: "تعمل فرق منظمة الصحة العالمية في دارفور بلا كلل مع شركاء الصحة لتقديم الدعم الفني والتشغيلي اللازمين لضمان نجاح تنفيذ الحملة لحماية الفئات الأكثر ضعفًا في المناطق المتضررة من تفاقم انتشار الكوليرا".
وأضاف إنه "يجب حماية سكان دارفور، وسائر أنحاء السودان، من الأمراض والمعاناة، ونحن هنا لتحقيق ذلك تمامًا كما دأبنا على ذلك لعقود".
تم حشد ما مجموعه 1.86 مليون جرعة من اللقاحات من خلال عمليات عبر الحدود وعبر خطوط التماس لحملة التطعيم، وبذلت منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) ووزارة الصحة السودانية جهودًا مكثفة لإيصال لقاحات الكوليرا الفموية إلى المناطق المستهدفة في ولايات دارفور، متغلبين على العديد من تحديات الوصول والنقل.
ومنذ 29 مايو 2025، حين أُبلغ عن أول حالة كوليرا في جنوب دارفور، انتشر المرض بـ 36 منطقة في جميع ولايات دارفور الخمس، مسجلاً 12,739 حالة إصابة و358 حالة وفاة.
ومنذ يوليو 2024، سُجلت ما يقرب من 113,629 حالة إصابة و3029 حالة وفاة في جميع ولايات السودان الثماني عشرة، مما يجعله أطول تفشٍّ مُسجل للكوليرا في تاريخ البلاد.
والكوليرا، عدوى إسهالية حادة، تُسببها تناول أو شرب طعام أو ماء ملوث ببكتيريا ضمة الكوليرا ، تُشكل تهديدًا عالميًا للصحة العامة ومؤشرًا رئيسيًا على عدم المساواة وضعف التنمية الاجتماعية. أدى الصراع المستمر منذ عامين في السودان إلى نزوح جماعي، وتعطيل الخدمات الأساسية، وتسبب في نقص حاد في الوصول إلى المياه النظيفة وخدمات النظافة والصرف الصحي، مما خلق بيئة مواتية لانتشار الأمراض المنقولة بالمياه مثل الكوليرا. ويشكل موسم الأمطار خطرًا إضافيًا، إذ تُسهم الفيضانات وتلوث مصادر المياه في زيادة حالات الإصابة.
إن اللقاحات، إلى جانب الاستجابة الشاملة ومتعددة القطاعات التي تشمل مراقبة الأمراض والكشف عنها والإبلاغ عنها في الوقت المناسب؛ والوصول السريع إلى العلاج للحالات؛ وتحسين الوصول إلى المياه النظيفة والصرف الصحي والتواصل بشأن المخاطر والمشاركة المجتمعية، من شأنها أن تساعد في وقف انتقال العدوى واحتواء تفشي الكوليرا.
وكجزء من تنسيقها ودعمها التشغيلي للحملة، دعمت منظمة الصحة العالمية تحضيرات الحملة وتنفيذها، بما في ذلك نقل اللقاحات بين المحليات، وبناء القدرات ونشر المتطوعين للتطعيم، والإشراف الداعم ورصد الحملة، بناءً على تواجدها الذي دام عقودًا في دارفور.
وتماشيًا مع مهمتها الفنية، دعمت منظمة الصحة العالمية تدريب المدربين ونظمت دورات تدريبية متتالية حتى مستوى القائمين بالتطعيم. وستواصل فرقنا العمل جنبًا إلى جنب مع فريق التطعيم لضمان جودة الحملة، كما قال الدكتور السحباني، واصفًا دعم منظمة الصحة العالمية للحملة.
تم توفير اللقاحات من قبل مجموعة التعاون الدولي بشأن توفير اللقاحات (ICG)، والتي تعد منظمة الصحة العالمية عضوًا فيها، إلى جانب اليونيسف والاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر ومنظمة أطباء بلا حدود (MSF)، بدعم مالي من التحالف العالمي للقاحات والتحصين (Gavi).