اكتشف علماء الآثار في إسبانيا، موقع حرق جثث يعود تاريخه إلى 4800 عام، ويسبق أي عملية حرق جثث معروفة في أوروبا بـ 1500 عام، مما يُغيّر فهم الخبراء لتقاليد الدفن في عصور ما قبل التاريخ، يكشف الموقع، الواقع في لوس ميلانيس جنوب شرق شبه الجزيرة الأيبيرية، أن حرق الجثث لعب دورًا محوريًا في طقوس الجنازة ، وفقا لما نشره موقع" greekreporter".
تصف الدراسة، التي قادتها باولا بيسيرا فوليو ونُشرت في مجلة بلوس ون، القبر رقم 8 في لوس ميلانيس بأنه أول حجرة صخرية ضخمة في المنطقة تحتوي فقط على رفات بشرية محروقة، كان يُعتقد أن معظم المدافن الصخرية الضخمة في المنطقة تعتمد بشكل شبه حصري على الدفن.
اكتشاف رائد
قام الباحثون بحفر المقبرة رقم 8 عام 2023، وعثروا على أكثر من 28,000 قطعة عظمية و1,200 سن، تعود البقايا إلى 21 شخصًا على الأقل، من البالغين والأطفال، أظهر التحليل علامات واضحة على التعرض لحرارة عالية، بما في ذلك الكسور والانكماش والالتواء.
يُمثل هذا الاكتشاف تحولاً جذرياً عن التفسيرات السابقة، فكثيراً ما كان يُعتقد أن العظام المحروقة التي عُثر عليها في مقابر أيبيرية أخرى ناتجة عن اضطرابات لاحقة، أو تطهير غرف، أو إعادة استخدام آثار قديمة، أما في لوس ميلانيس، فيبدو أن حرق الجثث كان الطقس الجنائزي الرئيسي.
كما عُثر على مقتنيات جنائزية، منها رؤوس سهام، وشظايا فخارية ، وعظام حيوانات، وخرز حجري صغير، ويشير وجودها إلى طقوس معقدة وممارسات رمزية مرتبطة بعملية حرق الجثث.
أدلة على الممارسات الطقسية
عزّزت الاختبارات العلمية حجة حرق الجثث عمدًا، وحدد تأريخ الكربون المشعّ استخدام المقبرة بين عامي 2990 و2460 قبل الميلاد، ومن المرجح أن النشاط الجنائزي لم يمتد إلا لبضعة أجيال.
أظهر تحليل بالأشعة تحت الحمراء (FTIR) وتحليل النظائر أن العديد من الجثث احترقت كجثث كاملة، وليست هياكل عظمية جافة، وتشير الاختلافات في لون العظام وشدتها إلى أن محارق بُنيت خارج الحجرة، وأن البقايا جُمعت بعناية ورُسبت بعد ذلك.
لاحظ الباحثون أن الجانب الأيسر من العديد من الجثث كان محترقًا بشكل أكبر من الأيمن، يشير هذا النمط إلى وضع متعمد للجثث على جوانبها، مما يُذكر بعادات الدفن المُتبعة في المواقع المجاورة.

موقع حرق الجثث