روت مرفت فتحي خميس، جدة الطفلين الغزيين جدوع وخالد أبو عرار، تفاصيل قصة نجاة حفيديها المروعة خلال نزوحهم من شمال قطاع غزة، في شهادة مؤثرة كشفت عن بطولة استثنائية للطفل جدوع البالغ من العمر 8 سنوات.
وفي مداخلة لها مع برنامج كلمة أخيرة المذاع على قناة أون تقديم الإعلامي أحمد سالم، من مقر إقامتها في القاهرة، أوضحت الحاجة مرفت أن عائلة حفيدها كانت تقطن في منطقة الزيتون بشارع 8 شمالي القطاع، قبل أن تطلب منهم قوات الاحتلال الإسرائيلي إخلاء المنطقة نظراً لكونها "منطقة قتال خطيرة".
وتابعت الجدة سرد الأحداث قائلة إن العائلة نزحت إلى شارع البحر، وهناك تلقت تحذيراً جديداً من طائرات الاحتلال بإخلاء المكان فوراً وإلا سيتم قصفه. وأضافت: "لم يستطيعوا إخلاء المكان لعدم حصولهم على أجرة المواصلات وأنهم لم يجدوا شيئاً يحملون عليه أمتعتهم".
وأضافت أنه مع بدء القصف، "هرب الجميع"، حيث "شردت" الأم مع بناتها الأربع في خضم الفوضى، بينما كان الأب خارج الخيمة في ذلك الوقت. في هذه الأثناء، عثر الطفل جدوع قاسم أبو عرار على أخيه خالد ملقى على الأرض، فما كان منه "إلا أن حمل أخاه ومشى مع النازحين".
وأكدت الحاجة مرفت أن حفيدها سار مسافات طويلة وهو يحمل أخاه، وكان "يظن أن أهله استشهدوا لأنه ما شافش حدا منهم في الطريق". ووصفت شجاعته قائلة: "راجل عمره 60 سنة ما بيقدرش يقطع المسافات هذه، طفل حامل أخوه على كتفه".
وتمكن الطفلان من الوصول إلى مدينة خان يونس، حيث ساعدهم الناس على الوصول إلى مكان تجمع عائلة "أبو عرار"، ليتم لم شملهم أخيراً مع والدتهم.
وعن وجودها في مصر، ذكرت الحاجة مرفت أنها وصلت بتاريخ 28 يناير الماضي لتلقي العلاج، مشيرة إلى أنها تلقت مضاداً حيوياً وتم رفع جهاز مثبت طبي لها.